قرى الكويت التاريخية

عرض المؤرخ عبد العزيز الرشيد في كتابه تاريخ الكويت لأهم قرى الكويت التاريخية وهي الجهراء والفنطاس والفحيحيل وفيلكا والشعيبة وأبو حليفة والدمنة.

القصر الأحمر في الجهراء

الجهراء

 

تبعد الجهراء ما يقارب 19 ميل الى الغرب من الكويت، وقد كان عدد سكانها ألف انسان تقريباً يقطنون في حوالي 170 منزلاً.

عيّن حاكم الكويت أمير على الجهراء، التي كانت تحتوي على مسجد تقام فيه صلاة الجمعة، أما بساتينها والنخل الموجود فيها فتتم سقايتهم من عدة آبار موجودة فيها، كما  تحتوي على قصران أحدهما هو “القصر الأحمر” للشيخ مبارك، والثاني لسعادة خلف باشا النقيب.

وقد شهدت هذه القرية على الحادثة الشهيرة بين الشيخ سالم الصباح وفيصل الدويش، وبعد حصول هذه الحادثة قام الشيخ سالم في سنة 1339هـ (1920م) بإحاطة القرية بسور منيع.

 

جزيرة فيلكا

 

تبعد الجزيرة مسافة 15 ميل الى الشرق من شمال الكويت، أما أصول معظم قاطنيها فيعود الى منطقة الهولة الفارسية، وقد عيّن حاكم الكويت أميراً على سكان الجزيرة البالغ عددهم 1200 نسمة تقريباً، والذين يقطنون في ما يقارب 200 منزل، ويعمل معظمهم بالزراعة أو الصيد أو الغوص.

تحتوي أراضيها على بساتين ومزارع وعلى الآبار ذات الماء العذب التي لا يزيد عمق معظمها عن الذراع الواحد (أقل من متر واحد).

كانت فيلكا تحتوي على أربعة مساجد تقام صلاة الجمعة في أحدها، كما يوجد فيها عدة مزارات أشهرها (الخضر- سعد- سعيد- البدوي- ابن غريب)، وأشار المؤرخ عبد العزيز الرشيد الى فتن العامة بهذه المزارات، فكانوا يذبحون لها ويبتهلون من خلالها لقضاء حوائجهم وشفاء مرضاهم وعودة الغائبين اليهم، وبعض الأمور الاخرى التي لا يقرها العقل، ولكن هذه الاعتقادات بدأت تضمحل وتتلاشى كما قال المؤرخ الرشيد نفسه، حتى أن فيلكا أنجبت العلامة المالكي المعروف الشيخ عثمان بن سند.

 

الدمنة

 

وهي قرية صغيرة كانت محلاً اصيادي الأسماء عند تأسيس الكويت، ثمّ قامت مجموعة من العوازم ببنائها الى جنوب الكويت بنحو خمسة أميال، وذلك على ساحل البحر بين الرأس والشعب.

كان عدد سكانها يبلغ 300 نسمة يقطنون فيما يقارب الأربعين منزلاً، ويعتمد معظمهم على الزراعة والعمل بالصيد واستخراج اللؤلؤ.

بني في الدمنة مسجد صغير أسسه محمد المدعج، وبعد أن بدأت صلاة الجمعة تقام فيه ضاق بالمصلين، فقام حاكم الكويت الشيخ أحمد الجابر الصباح بتوسعته سنة 1343هـ (1924م)، كما أسس الشيخ يوسف بن عيسى بالقرية مدرسة لتعليم الأطفال القراءة والكتابة في سنة 1342هـ (1923م).

 

الفنطاس

 

وتقع الى الجنوب من الكويت على مسافة 17 ميل تقريباً، ويبلغ عدد سكانها ما يقارب 300 نسمة، وبالقرية عدة بساتين ومسجد وحيد تقام فيه صلاة الجمعة.

 

أبو حليفة

 

وتقع الى جنوب الفنطاس، على مسافة تقارب عشرين ميلاً جنوب الكويت، ويقارب عدد سكان القرية ما يقارب ثلاثمائة نسمة.

 

الفحيحيل

 

وتبعد الفحيحيل ما يقارب 25 ميل الى الجنوب من الكويت، أما عدد سكانها فيزيد عن ستمائة نسمة.

 

الشعيبة

 

وهي كغيرها من القرى السابقة تطل على الساحل الغربي من الخليج العربي، كما انها أقصى قرية الى جهة الجنوب حيث تبعد ما يقارب ثلاثين ميل عن الكويت.


المصدر :

كتاب تاريخ الكويت للكاتب المؤرخ عبد العزيز الرشيد

مساجد الكويت القديمة في كتاب تاريخ الكويت

مساجد الكويت القديمة

إن المكان الأمثل للتعرف على مساجد الكويت التاريخية، يبقى كتاب تاريخ الكويت للمؤرخ الكبير عبد العزيز الرشيد، فقد أفرد في كتابه فصل كامل للتحدث عن هذه المساجد.

أظهر المؤرخ وجود خمسين مسجد في الكويت في الفترة التي كان يتحدث عنها الكتاب ، وأشار الى أن 12 مسجداً منها فقط، كانت تقام فيها صلاة الجمعة، وعلى الرغم من عدم تحديد أقدم هذه المساجد بالضبط، لكنه قال أنها أحد مساجد ثلاثة هي مسجد ابن بحر، ومسجد آل خليفة ومسجد العدساني، كما أنه أوضح أن كل المساجد المذكورة هي لأهل السنة والجماعة، في حين لم يكن هناك سوى ثلاثة مساجد للشيعة ، وأعطى الكاتب نبذة عن بعض المساجد الحيّة في الفترة ومنها :

 

مسجد مبارك

 

ويقع المسجد في حي “الجناعات”، أما سبب تسميته بهذا الاسم فتعود الى شخص اسمه مبارك، وهو ينتمي لآل خليفة حكام البحرين، كما قيل انه ينتمي لآل فاضل.

ومن مواصفات المسجد وجود أرض واسعة أمامه اسمها “راحة مبارك”، وفيه بئر ماء، كان عامة الناس يعتقدون أن ماء هذا البئر تشفي كل من يستحم بها من الأمراض (علماً أن هذا الاعتقاد خاطئ بكل تأكيد).

مسجد آل خليفة

 

وأطلق عليه هذا الاسم نسبة لآل خليفة حكام البحرين الذين أقاموا في الكويت لفترة، ويطل هذا المسجد على شاطئ البحر، وبعد ان كان مسجداً صغيراً، قام مبارك الصباح في زمن السلطان عبد الحميد بزيادة مساحته بشكل كبير، كما أنه أسماه “مسجد الحميدي” نسبة الى هذا السلطان، وقد أصبح هذا المسجد بعد التوسعة من المساجد التي تقام فيها صلاة الجمعة.

مسجد ملا صالح

 

وقد تمت تسميته بهذا الاسم نسبة الى الشخص الذي بناه الكريم المفضال ملا صالح بن محمد الملا، والذي أسسه في سنة 1338هـ (1919م)، وقد أنفق عليه مبالغ كبيرة، ويعتبر هذا المسجد المبني في حي “الصالحية” من أهم مساجد الكويت التاريخية، حيث تمّ وضع أول حجر في أساسه من الجهة الشمالية من قبل الشيخ سالم الصباح.

مسجد آل يعقوب

 

يقع المسجد في الحي القبلي، وتمت تسميته نسبة الى زعيم عائلة آل يعقوب المعروفة بالكويت، وقد أشار المؤرخ عبد العزيز الرشيد الى أحقية تسميته “مسجد آل خالد”، وذلك لأن من دفع الكثير من الأموال على إصلاحه ومنحه الكثير من الجمال والبهاء، هو زعيم آل خالد الأكبر “الحاج المكرم حمد الخالد”، الذي أصلح المسجد في عام 1342هـ (1923م)، وغيّر في شكله نحو الأفضل وأحدث به تغييراً عظيماً.

مسجد بوابة الهجرة

 

وهو من المساجد التي قامت دائرة الاوقاف العامة الكويتية بتأسيسه في عام 1374هـ (1955م)، وذلك بتكاليف كبيرة وصلت الى 103321 روبية هندية (العملة التي كانت متداولة في الكويت حينها).

مسجد العدساني

 

وقد سمي بهذا الاسم نسبة الى من قام بتشييده (وهو من القضاة السابقين في الكويت)، وبعد أن كان مسجداً صغيراً قام محمد بن عبد الوهاب بن ابراهيم بتوسعته بشكل كبير، حتى بات من أكبر مساجد الكويت التي تقام فيها صلاة الجمعة.

مسجد السوق

 

أطلق على هذا المسجد اسم مسجد السوق لأنه يتوسط السوق، وبعد أن كان مسجد صغير قام يوسف البدر بداية من عام 1253هـ (1837م) بزيادة مهمة على حجمه، كما بني الى جانبه مدرسة خاصة بتعليم القرآن الكريم، وقد اعتنى بالتعليم في هذه المدرسة العلامة المرحوم الشيخ محمد بن فارس.

مسجد هلال

 

قام عزران الدماج بتأسيس المسجد في حي العوازم، ليقوم بعد ذلك أثرى رجل بالكويت هلال المطيري بتوسعته وصرف أموال طائلة عليه، حتى بات من اضخم وأفخر مساجد الكويت، التي أوقفت عليها الكثير من الحوانيت والبيوت، وبات بعد ذلك من المساجد التي تقام فيها صلاة الجمعة.

وقد أشاد المؤرخ عبد العزيز الرشيد بإحسان هلال المطيري في تحسين هذا المسجد، لكنه أسِف الى أن هذا الثري الكبير لم يهتم بمدارس الكويت ومعارفها ولم ينفق عليها، علماً أن الانفاق على العلوم والمعارف يعتبر كالإنفاق في سبيل الله، حتى انه أهم من بناء المساجد لأن العبادة لن تفيد مع الجهل.

مسجد سرحان

 

أطلق على هذا المسجد الواقع في حي الوسط هذا الاسم نسبة الى إمام المسجد، وهو العالم المالكي الشيخ سرحان، الذي كان يدّرس الفقه في المسجد.

مسجد آل نصف

 

ذكر كتاب تاريخ الكويت بأن هذا المسجد يتوسط الحي الشرقي، وبأن من قام بتأسيسه أحد رجال آل بطي (إحدى العائلات التي كانت معروفة بالكويت سابقاً)، وفي سنة 1284هـ (1867م) قام راشد آل نصف بتوسيعه، وبعد التوسعة بدأت صلاة الجمعة تقام فيه.

وقد أشار المؤرخ عبد العزيز الرشيد الى أن آل منصف هم أحد أفرع (الجلاهمة) الذين هاجروا الى الكويت رفقة آل الصباح.

مسجد آل بدر

 

وقد أسس في الحي القبلي سنة 1315هـ (1897م) من قبل الحاج ناصر البدر، ليكون أحد المساجد التي تقام فيها صلاة الجمعة، أما الإمام والخطيب الاول في المسجد فقد كان الشيخ الفاضل عبد الله الخلف الدحيان، وفي سنة 1328هـ (1910م) وسعت مساحة المسجد بأمر من الشيخ مبارك الصباح.


المصدر :

كتاب تاريخ الكويت للكاتب المؤرخ عبد العزيز الرشيد

جزر الكويت من كتاب تاريخ الكويت

من الجزر التي ذكرها  كتاب تاريخ الكويت عدة جزر منها وربة، بوبیان، مسكان، فیلكا، عوهة، كبر، قارورة، أم المرادم، الجزيرة الكبيرة وتسمى أم النمل، والجزيرة الصغيرة وتسمى جزيرة الشيوخ.

وربة

أما وربة فهي عدة جزائر والكبيرة منها طولها سبعة أميال وعرضها أربعة، وتقع في الشمال الشرقي من الكويت.

بوبيان

تقع شمال الكويت طولها شمالاً وجنوباً نحو أربعة وعشرين ميلاً وعرضها نحو ثلاثة عشر ميلاً فيها حضور لصيد السمك يسمى رأسها الجنوبي الغربي (رأس البرشة) ويفصل بينها وبين الفاو وخور عبد الله وفي الجهة الشمالية من بوبيان شبه أنهار دارسة وخوران خور الملح وخور آخر كبير.

مسکان

تبعد عن الكويت نحو خمسة عشر ميلاً فيها مصباح للمسافرين ليلاً تبعد عن البوية التي في خور البصرة نحو اثنين وثلاثين ميلاً وطولها ميل إلا ربع وعرضها أقل من نصف ميل وتقع فيلكا جنوباً عنها والمسافة بينها ميلان.

فيلكا

تبعد عن الكويت نحو خمسة عشر ميلاً وطولها نحو ثمانية أميال وعرضها نحو ثلاثة أميال، وقد تقدم الكلام عنها.

عوهة

تقع جنوب فيلكا الشرقي والمسافة بينهما نحو اثني عشر ميلاً ونصف ميل، وطولها غرباً وشرقاً نصف ميل وعرضها ثلث ميل.

كبر

جنوبي فيلكا وتبعد عنها نحو تسعة عشر ميلاً ونصف، ومساحتها مثل عوهة.

أم المرادم

هي جنوب كبر ومساحتها مثلها أيضاً.

قاروره

هي في الجنوب الشرقي من كبر وهي جزيرة صغيرة تبعد عن الكويت بنحو أربعة وخمسين ميلاً.

الجزيرة الكبيرة

هي غرب الكويت فيها حضور للعوازم لصيد السمك وأكواخ يأوون إليها.

الجزيرة الصغيرة

هي غرب الكويت فيها حضور وأكواخ كما في أختها، اتخذها بعض الكويتيين منتجعاً لهم في ليالي الصيف يروحون فيها عن أنفسهم بالتعرض لهواها الطلق وجوها الصافي يبيتون هناك ثم يرجعون في الصباح، وقد كثرت مداعبة فضلائنا لها بالمدح والذم شعراً، مما سنورده في قسم الأدب.


المصدر :

كتاب تاريخ الكويت للكاتب المؤرخ عبد العزيز الرشيد

المناطق المشهورة التي ذكرت في كتاب تاريخ الكويت

من المناطق  الأماكن المشهورة التي ذكرها  كتاب تاريخ الكويت هذة المناطق :

عشیرج

في غربي الكويت موضع يسمى  تقطع منه الصخور التي يبني الكويتيون بها بيوتهم وهو شبه جزيرة في الجون وفيه أكواخ وحضور لطائفة من العوازم وقد شيد سلمان الرشدان فيه بركة أنفق عليها نحو تسعمائة روبية لحفظ ماء السيل هناك فعاد بفائدة كبيرة على الساكنين فيه جزاه الله على عمله ذلك خيراً، وهناك أيضاً ( الشويخ ) وهو ملجأ للسفن من عواصف البحر، وفي الشرق (بنيد القار) وهو أيضاً ملجأ للسفن من الزوابع وفي جنوبيها ( الدسمة ) هي من موارد الكويت سابقاً وفيها سدرتان وقد كانت في الأيام الخالية مبرزاً للقوافل التي تزمع الرحيل إلى الرياض والأحساء، وهناك أيضا في الجنوب (البدع) و (النجفة) وهما من متنزهات الكويتيين أيام الربيع .

الشِعب

 

هو اسم لوادي يفضي إلى البحر فيه أثل ونخل وسدر قليل يبعد عن المدينة نحو ثلاثة أميال جنوباً وكان من المتنزهات أيضاً سيما لآل خالد وقد رأى الشيخ سالم أخيراً أن يتخذه متنزهاً خاصاً له فبنى فيه قصراً على شاطئ البحر أقام فيه إحدى نسائه وكان يمضي فيه جل أوقاته لطلاقة هوائه وعذوبة مائه وجمال منظره فقد أحاطت به كثبان الرمل التي يحاكي لمعانها ذهب الأصيل ويشرف المرء من أعلاها على منبسط فسيح من الأرض واسع الأطراف لا ترى فيه عوجاً ولا أمتاً، وقد أقام سالم فيه سداً من الرمل ليحفظ ماء السيل الغزير الذي ينحدر من أعلى الوادي فيبتلعه البحر وبذلك حفظ الماء وعاد السد بفائدة كبيرة ولو أقامه من الحجارة لكانت فائدته أعظم. توفي سالم فحل محله فيه نجله الأكبر سمو الأمير الجليل الشيخ عبد الله السالم الصباح وقد بذل همة في إصلاحه حتى فاق ما كان عليه أيام أبيه وحتى امتزج جماله الصناعي بجماله الطبيعي.

 

 شِعب آل خالد

 

 أسسه آل خالد الكرام  جنوب الشِعب المتقدم يأوون إليه للنزهة أيام الصيف والربيع وقد بنوا فيه قصراً وغرسوا أثلاً كثيراً، ويبعد عن المدينة نحو ثلاثة أميال ونصف.

 

الرأس

 

هو لسان من الأرض السهلة ممتد في البحر واقع في الجهة الجنوبية من البلد ويبعد عنها نحو ستة أميال بين الدمنة والبدع، فيه منارة بنتها الحكومة الانجليزية وجعلت في أعلاها مصباحاً ليهتدي به المسافرون ليلاً وفيه عدة أكواخ ومزارع صغيرة لبعض الخضروات وقد اتخذه الكويتيون أيضاً متنزهاً لهم، وفي جنوبيه (البدع والنجفة) .

 

السُرة

 

هي اسم جبل مرتفع في أرض واسعة جنوب البلاد الغربي في أعلاه قصر بناه الشيخ مبارك الصباح وسماه (مشرفا) واتخذه مأوي له إذا ما أراد النزهة هناك وقد حمي آل الصباح الأرض التي أحاطت به لإبلهم وخيلهم وفيها ماء عذب كان الكويتيون سابقاً يستقون منه وتبعد السُرة عن المدينة بنحو سبعة أميال.

 المعدنيات

 

المعدنيات موضع يبيت فيه الحجاج قبل وصولهم إلى الكويت فيقابلهم هناك أهلوهم وأقاربهم ويخرجون لهم بعشاء تلك الليلة من البلد التي تبعد عنها نحو تسعة أميال.

 

الصبيحية

 

الصبيحية وهي مورد من الموارد الجنوبية وكثيراً ما يقطنها العربان أيام الصيف وسميت بذلك نسبة لآل الصباح. وملح هو اسم الأرض التي وقعت فيها الحادثة المعروفة بملح بين ابن السعود والعجمان كما سيأتي.


المصدر :

كتاب تاريخ الكويت للكاتب المؤرخ عبد العزيز الرشيد

القرى الكويتية حسب كتاب تاريخ الكويت

حسب كتاب تاريخ الكويت فأن أهم قرى الكويت القديمة حسب الكتاب  (التي أغلبها مدن كبيرة وعامرة في يومنا الحاضر)  الجهراء وفيلكا والدمنة والفنطاس والفحيحيل وأبو حليفة والشعبية .

 

الجهراء

 

واقعة غرب الكويت وتبعد عنها تسعة عشر ميلاً فيها من البيوت نحو مائة وسبعين بيتاً، وتقدر نفوسها بنحو ألف نسمة، وفيها مسجد تقام فيه الجمعة وأمير من قبل حاكم الكويت، وفيها عدة آبار وبساتين ونخل تسقى من تلك الآبار، وفيها قصران أحدهما للشيخ مبارك وهو القصر الأحمر، وأما الثاني فلسعادة خلف باشا النقيب. وفيها حدثت الواقعة المشهورة بين الشيخ سالم الصباح وفيصل الدرويش وقد أحاطها سالم بعد تلك الحادثة بسور منيع في ۱۷ ربيع أول سنة ۱۳۳۹ هجرية .

القصر الأحمر في الجهراء

جزيرة فيلكا

 

هي جزيرة شرقي الكويت الشمالي تبعد عنها نحو خمسة عشر ميلاً، جل أهلها من الهولة من فارس فيها أمير من قبل حاكم الكويت. ماؤها عذب زلال حتى الآبار التي على شاطئ البحر ولا يزيد عمق البئر عن ذراع واحد، فيها من البيوت نحو مائتين، ومن النفوس نحو ألف ومائتين، وفيها أربعة مساجد تقام في إحداها الجمعة، وآثار قرى دارسة منتشرة في طولها وعرضها منها الصباحية (ولها مقبرة واسعة) ومنها الدشت والقرين وسعيدة.

     وفي فيلكا مزارع وبساتين ويشتغل أهلها بصيد السمك والزراعة وبالعوص، وينبت فيها الجزر وشيء من الخضر، وفيها مزارة قد فتن العامة بها فكانوا يذبحون لها وينظرون ويبتهلون إليها في قضاء الحاجات وإبراء العاهات ويستغيثون بها في رد الغائب ومنح الأولاد إلى أفعال واعتقادات لا يقرها عقل ولا نقل. والمعروف من تلك المزارات خمسة: الخضر وسعد وسعيد والبدوي وابن غريب، ولكن هذه الاعتقادات قد أخذت في التناقص والاضمحلال. وقد أنجبت تلك القرية العلامة الشيخ عثمان بن سند العالم المشهور المالكي النجدي المتوفى في بغداد سنة 1242 هجرية وقد دفن بجوار الشيخ معروف الكرخي.

آثار جزيرة فيلكا

الدمنة

 

     تبعد عن المدينة نحو خمسة أميال وتقع جنوبيها على ساحل البحر ب ين الرأس، والشعب، وكانت في ابتداء تأسيس الكويت محلاً لصيادي السمك ولم تزل هكذا حتى شرعت من وقت قريب طائفة من العوازم في بنائها، وقد بلغت بيوتها إلى هذا اليوم نحو أربعين بيتاً، وفيها من النفوس نحو ثلاثمائة نفس، يعتمد أهلها على الزراعة والاشتغال بالصيد واستخراج اللؤلؤ، وفيها مسجد أسسة محمد المدعج وقد مضت له مدة طويلة لم تقم فيه الجمعة وكنت أول من صلاها فيه إماماً وما زالت تقام فيه حتى اليوم وقد ضاق بالمصلين أخيراً فهب لتوسيعه وزيادته حضرة الأمير الجليل الشيخ أحمد الجابر الصباح حاكم الكويت سنة 1343 هجرية .

     وفي سنة 1342 هجرية أسس الاستاذ الفاضل مصلح الكويت الشيخ يوسف ابن عيسى فيها مدرسة لتعليم الأطفال القراءة والكتابة وكان المحرك الأكبر لتأسيسها الأستاذ العلامة المحدث الشيخ محمد الشنقيطي في زيارته الكويت تلك السنة.

 

الفنطاس

 

 تبعد عن الكويت نحو سبعة عشر ميلاً جنوباً وتقدر نفوسها بنحو ثلاثمائة نسمة وفيها مسجد تقام فيه الجمعة وعدة بساتين.

 

أبو حليفة

 

وهي على مسافة عشرين ميلاً من الكويت وهي تقع جنوب الكويت وجنوب الفنطاس أيضاً، ويقرب عدد نفوسها من عدد نفوس الفنطاس.

 

الفحيحيل

 

 وهي على مسافة خمسة وعشرين ميلاً من الكويت جنوباً وتزيد نفوسها على ستمائة نسمة.

 

الشعيبة

 

وهي أقصى قرية في الجنوب وعلى بعد ثلاثين ميلاً من الكويت، وجميع هذه القرى مطلة على الساحل الغربي من الخليج العربي .

 

 


المصدر :

كتاب تاريخ الكويت للكاتب المؤرخ عبد العزيز الرشيد

موقع الكويت الطبيعي ومناخها وحدودها

ذكر المؤرخ عبد العزيز الرشيد عبر كتابه القيّم تاريخ الكويت موقع الكويت الطبيعي ومناخها وحدودها التاريخية، حيث أورد أن الكويت تقع على جون من الخليج العربي، اما سواحلها فهي تمتد باتجاه الشرق والغرب، وتقع البلاد على مناطق قليلة الارتفاع وعند بطون اودية ذات مناظر خلابة وبالخصوص باتجاه البحر.

تتميز البلاد بالمناخ اللطيف الصحي والجو المعتدل في فترات عدة من السنة، حيث تمر في لياليها الصيفية وفي الكثير من الاحيان نسمات عليلة تمنح القلب السرور والجسم النشاط.

يوجد في البلاد جبل “أغضى” الممتد غرباً وشرقاً على ساحل الجون الشمالي، وهو يمتد من الجهراء الى الصبية على مسافة 28 ميل تقريباً، اما سفحه فهو “البطانة”، بينما تتواجد كاظمة على ساحل البحر عند رأسه الغربي وسفحه الجنوبي.

حدود الكويت

يحد البلاد من جهة الغرب ملتقى وادي العوجا مع الباطن، والذي يمتد على خط مستقيم حتى يلتقي عرضاً بالخط 29، وبالقليعة من جهة الجنوب والخليج العربي من جهة الشرق.


المصدر :

كتاب تاريخ الكويت للكاتب المؤرخ عبد العزيز الرشيد

 

تأسيس دولة الكويت

عند مراجعتنا لكتاب تاريخ الكويت للمؤرخ الراحل عبد العزيز الرشيد والذي يعتبر المرجع الأهم لتاريخ الكويت سنجده قد ناقش تاريخ تأسيس الدولة، حيث طرح عدة احتمالات دون أن يجزم في صحة أي منها.

أشار عبد العزيز الرشيد الى تضارب الاقوال في تأسيس الدولة التي رأى أنها كلها حدس وتخمين، وإن كان رجحّ فيها قول البعض بان الدولة تأسست عام 1083هـ (1672م)، أو عام 1125هـ ( 1713م) نسبة لرأي الشيخ ابراهيم بن شيخ محمد الخليفة (شيخ الادباء بالبحرين)، وقد استشهد على رجحان هذين الاحتمالين بأن “صباح الاول” الحاكم الاول للكويت توفي حوالي عام 1190 هـ (1776م).

 

هل تعلم ما هو معنى كلمة الكويت؟ ولماذا أطلق عليها هذا الاسم؟

 

إن كلمة الكويت هي تصغير لكلمة كوت المتداولة كثيراً في نجد والعراق والبلاد العربية والأعجمية المجاورة لهما، والمقصود بها البيت المربع المبني بشكل متين كالقلعة والحصن،  كما انها تطلق على البيت المبني لحاجة مهمة والمحاط ببعض البيوت الصغيرة والحقيرة بالنسبة اليه (التي تكون اقل شأناً منه)، ويكون هذا البيت الهام كفرضة للبواخر والسفن والتي تتزود منه بكل احتياجاتها، وبالتالي فإن كلمة كوت لا تطلق الا على البناء القريب من الماء سواء كان هذا الماء هو البحر او النهر أو البحيرات وغيرها…، ومن جهة أخرى فإن الكوت قد يطلق على النهر الصغير.

أماعن سبب إطلاق اسم الكويت على هذه البقعة الجغرافية التي باتت من أهم دول المنطقة فقد جاء نسبة الى حصن صغير كان موجوداً فيها، وكما ذكر المؤرخ عبدالعزيز الرشيد في كتابه تاريخ الكويت، فإن الأخبار مختلفة عن بناء هذا الحصن، فبينما يعتقد البعض أن زعيم بني خالد “محمد لصكة بن عريمر ” قد بناه وترك فيه أحد عبيده، وبأنه اتخذه كمستودع للذخيرة والزاد وكل ما يحتاج اليه، بحيث يأخذ من هذه المؤن إذا كان المرعى قريباً من الحصن، أو إذا كان يريد الغزو باتجاه الشمال، وقد أشارت هذه الأخبار بأن محمد بن عريمر قد وهب هذا الحصن لآل الصباح بعد نزولهم بهذه البقعة من الأرض.

أما البعض الآخر فيعتقد أن ابن عريمر قدّم الأرض التي حول الحصن كهبة لآل الصباح وأنهم هم من بنى هذا الحصن، ويعتقد أن موقع الحصن هو بنفس المكان الذي بني عليه المستشفى الاميركي لاحقاً.

 

الكويت قبل نزول آل الصباح على أراضيها

 

بعد ما ذكرناه نجد ان الكويت قبل أن ينزل فيها آل الصباح كانت من الأراضي الفقيرة التي لا يسكنها إلا مجموعة بسيطة من العشائر التي تتبع لابن عريمر، ونكتشف أن آل الصباح هم أول من أشاد البيوت الحجرية في المنطقة التي باتت مقراً لهم، وباتوا هم الحكام للبلاد التي لم يحكمها غيرهم بالرغم من المخاطر الكبيرة التي ستحيط لاحقاً بهذه الدولة التي تكاثر عليها العديد من الاعداء.


المصدر :

كتاب تاريخ الكويت للكاتب المؤرخ عبد العزيز الرشيد

مقدمة كتاب تاريخ الكويت للكاتب عبد الرزاق البصير

الأديب الكويتي عبد الرزاق البصير
الأديب الكويتي عبد الرزاق البصير

 

وضع الكاتب عبد الرزاق البصير في كتاب تاريخ الكويت مقدمة يترحم ويثني على المؤرخ الكويتي عبدالعزيز الرشيد وقد أتى نصها كالتالي :

 

رحم الله مؤرخ الكويت الأول الشيخ عبد العزيز الرشيد، فقد كان متفوقاً من المتفوقين، يتحلى بصفات حميدة أهمها أنه ذو همة بعيدة، وطموح كبير، يدلك على ذلك كثرة أسفاره إلى كثير من البلاد النائية في زمن كانت فيه وسائل النقل بطيئة أشد البطء بالنسبة إلى ما وصلنا إليه في وقتنا الحاضر بوسائل نقلنا من سرعة وراحة تكاد لا تكلف المسافر إلا قليلاً من العناء، فقد سافر المرحوم الى العراق ومصر والحجاز والبحرين وجاوة ولم يكن قصده من وراء أسفاره طلباً للتجارة أو أي كسب مادي آخر، وإنما كان همه الوحيد اكتساب العلم والثقافة والجهاد في سبيل نشرها بين الناس. ومن صفاته رحمه الله أنه كان قوي الشخصية حلو المعاشرة، يدلنا على ذلك أنه نال كثيراً من المناصب في كثير من البلاد التي سافر إليها ومكث فيها بعض الوقت ولكنه كان مغرماً بالتنقل من بلد إلى بلد لأنه كان من الذين يرون في اكتساب الثقافة والعلم متعة لا تعادلها متعة، لقد رغب أهل المدينة المنورة في أن يجعلوه قاضياً عندهم ولكن وجود منافس من أهل المدينة حال بينهم وبين ما كانوا يشتهون، غير أنهم استطاعوا أن يجعلوه مدرساً في الحرم النبوي الشريف ولكنه لم يمكث في المدينة إلا عاماً أو بعض عام.

 

 المؤرخ الكويتي عبد العزيز الرشيد
المؤرخ الكويتي عبد العزيز الرشيد

     كان رحمه الله صادق اللهجة صريحاً في آرائه التي يعتنقها، لا يستطيع أن يسكت على الذين يخالفونه في آرائه، وقد لقي بطبيعة الحال إنكار كثير من الناس وتعنتهم ضده وتشهيرهم عليه، كان يرى حرمة مطالعة الكتب العصرية وقراءة الصحف والمجلات فأعلن هذه الآراء ودعا الناس إلى اعتناقها كما دعاهم إلى الابتعاد عن تعلم اللغات الأجنبية، فلما اتسع أفق تفكيره تبين له أنه كان غير مصيب فيما دعا إليه وإذا به يعلن ذلك للناس ويدعوهم إلى متابعة الحركة الفكرية وتعلم اللغات بل لم يكتف بذلك وإنما اصطنع هذه الوسيلة فأنشأ مجلة الكويت المعروفة، ولقد استطاع أن يجتذب إليها كبار الكتاب في ذلك الحين، كان قوي الجنان لا يهمه ما يقف في طريقه من عقبات. فإن إنشاء الصحف في ذلك الحين من أشق الأمور ولا سيما لمثل عبد العزيز الرشيد الذي لا يملك أي ثروة مادية. غير أن حرصه وولعه في خدمة العلم والأدب كانا يدفعانه إلى تذليل كل عقبة تقف أمامه، ويبدو لي أنه كان ذا شخصية جذابة تستطيع أن تكتسب احترام كل من يصل إليه، بدليل ما نراه من تقدير مواطنيه وغير مواطنيه بالرغم من مخالفته آرائهم وإعلانه عن هذا الخلاف، فقد عُين مديراً لمدرسة المباركية سنة 1336هـ، 1917م. وزاول التعلم فيها زهاء سنتين، وبعد أن ترك العمل في هذه المدرسة أنشأ بعض المعلمين مدرسة جديدة عرفت باسم (المدرسة العامرية) ولكنه لم يعلم فيها لأنه أنصرف إلى التجارة حتى رأى المرحوم الشيخ أحمد الجابر، ولي عهد الامارة إذ ذاك أن يتخذ له واعظاً في مجلسه العام فأسند الوظيفة له.

     ولقد طُلب للذهاب للتدريس في البحرين، إلا أن سمو الأمير وبعض وجوه البلد لم يدعوه يذهب حرصاً على وعظه وإرشاده، وحينما تولى المرحوم سمو الشيع أحمد الجابر الإمارة وألف المجلس الإداري ليكون عوناً للأمير في إدارة شؤون البلاد كان المرحوم عبد العزيز الرشيد أحد أعضائه، وسعى سنة 1340هـ (1921) في تأسيس النادي الأدبي سنة 1342هـ (1923م) وألقى فيه أول محاضرة وكان موضوعها (الخطابة) وخلاصة القول أنه كان حريصاً أشد الحرص على نشر الثقافة والعلم مهما كلفه ذلك من جهد وعناء وكان يرى أن على العالم أن يشترك مع سائر المواطنين في الدفاع عن الوطن، فقد مضى إلى الجهراء سنة 1339هـ (1920م) واشترك مع المحاربين المدافعين عن الكويت اشتراكاً فعلياً ولقد عاد الى الكويت وهو جريح. من هذا يتضح لك أن أستاذنا الشيخ لم يحصر جهاده في القول وإنما كان يجاهد حيثما وجد الجهاد، وفي اعتقادي أن كثيراً من آثاره قد ضاعت كما ضاع كثير من معالم سيرته لأنه أنفق الشطر الأخير من عمره في إندونيسيا فنحن لا نعرف من آثاره إلا: (تحذير المسلمين) و(محاولات إصلاحية) و (الدلائل البينات في حكم تعليم اللغات) وله مؤلفات مخطوطة وهي:

«تحقيق الطلب في رد تحفة العرب» و«النصائح الكافية فيمن يتولى معاوية» رداً على كتاب ابن عقيل الحضرمي. و«الهيئة والاسلام» وقد نشر بضع مقالات في جرائد بغداد ومجلاتها، ومجلة الهلال، وجريدة الشورى المصرية ولم يبق لنا من هذه الآثار إلا أسماؤها، أما الذي بقي بين أيدينا فهو كتاب «تاريخ الكويت» الذي نريد أن نقدمه للقراء في هذه الطبعة الجديدة، راجين أن تكون طبعته طبعة لائقة بهذا الكتاب.

     ولقد أفضتُ في ترجمة المؤلف إفاضة متعمدة وأنا أقصد من ذلك أن أصور المستوى الفكري والثقافي الذي كانت عليه بيئتنا في ذلك الحين، فيتصور القارئ أن الناس كانوا يتساءلون فيما بينهم عن جواز تعلم اللغات الأجنبية ومطالعة الصحف والمجلات، ويبدو لي أن هذا التساؤل كان قوياً بشكل حاد حتى أن المؤلف شغل ذهنه هذا الموضوع فألف رسالة يوضح فيها أن مطالعة الصحف والمجلات وتعلم اللغات الأجنبية من الأمور التي لا تخالف الدين، من هذا ينضح أن مقاييسنا وموازيننا لفهم التاريخ لم تكن ذاتها في ذلك الوقت، فنحن نفهم من التاريخ أو نريد من المؤرخ على الأصح أن لا يكتفي بسرد الحوادث والوقائع وإنما نريد منه أن يصور لنا الحالة الاجتماعية والاقتصادية كما نريد منه أن يبين لنا الحالة السياسية والثقافية، أما بيئتنا فإنها كانت تكتفي من المؤرخ بسرد الوقائع والحوادث، وربما لا تهتم بذكر تواريخها، اللهم إلا الحوادث المهمة، فالذين يأخذون على المؤلف إغفاله تواريخ بعض الحوادث واطالته فيما يجب أن يختصر فيه واختصاره فيما يجب أن يطيل فيه، هؤلاء الناس عليهم أن يتصوروا ما لقيه المؤلف من مصاعب وعقبات عندما أراد أن يؤلف كتاب تاريخ الكويت. فنحن نعلم أن هذا الكتاب الذي يأخذ النقاد عليه بعض المآخذ قد احتُجز مدة طويلة لأن بعض ما فيه لم يُرض بعض الناس. ومهما يكن من أمر فإن هذا المؤلف كان ولا يزال مرجعاً مهماً لا يستطيع أي مؤلف لتاريخ الكويت إلا أن يرجع إليه فإذا ما وضح ذلك عرفنا أي خدمة جليلة قدمها المؤلف للكويت بصورة خاصة وللوطن العربي بصورة عامة، ولقد ابتهج الأدباء لدى ظهور الكتاب، فكتبوا المقالات الطوال في مدحه والثناء عليه، وليس من شك أن هذا يدل على أن الكتاب قيمة علمية جليلة.

 

عبد الرزاق البصير

 


 

المصدر :

كتاب تاريخ الكويت للكاتب المؤرخ عبد العزيز الرشيد

 

معنى كلمة الكويت ؟ ولماذا سميّت بالكويت؟

كلمة الكويت هي تصغير لكلمة “كوت” وهو مصطلح متداول في نجد والعراق وماجاورهما من بلاد ، كما يستخدم هذا المصطلح في بلاد العجم ، والكوت تعني البيت المربع الحصين الذي يقع حول مسطّح مائي أن كان نهرا أو بحرا أو بحيرة أو غير ذلك ، وعادة ما يجاوره بيوت أصغر وأقل شئأنا منه  ،ويكون الكوت في الغالب سوقا للسفن المارّة للتزود منه بما يلزمها من الماء والزاد والوقود وغيرها من إحتياجات السفن .

مدينة الكويت قديما
مدينة الكويت قديما

لم سميّت بالكويت؟

 

وسبب تسمية الكويت بهذا الأسم هو الكوت الذي وجد فيها ويقال أن من بناه هو “محمد لصكة بن عريعر” شيخ قبيلة بني خالد ، وقد أقام فيه أحد عبيده وجعل منه الشيخ مقراً ومستودعا لجيشه ووفّر فيه المؤن والعتاد والذخيرة في حال أراد أن يتجه غازياً إلى الشمال أو في حال أحتاج المرعى بالقرب منه ، ويقال أن الشيخ إبن عريعر وهب هذا الكوت لآل صباح عند نزولهم أرض الكويت ، وهناك قول آخر بأن آل الصباح ومن معهم هم من بنوا هذا الكوت بعد أن وهبهم إبن عريعر تلك الأرض ، وكان موقعها في أعلى نفود صغير في منطقة شرق بالكويت ، وقد بني في مكانه المستشفى الأمريكاني لاحقا والذي يقع مكانه المستشفى الأميري حاليا  .

وكانت الكويت قبل نزول آل الصباح أرضا فقيرة قفراء تقطنها بعض عشائر إبن عريعر ، وكانوا هم أول من بنى فيها البيوت الحجرية التّي أصبحت مقرا ومسكنا لآل الصباح ومن معهم .

نفود صغير
نفود صغير

 

المصدر :

كتاب تاريخ الكويت للكاتب المؤرخ عبد العزيز الرشيد

 

متى تأسست دولة الكويت؟

لا يوجد تاريخ واضح ومؤكد حول العام الذي تأسست فيه الكويت ، ولكن هناك أقاويل متعددة من المؤرخين عن الزمن التقريبي لبداية التأسيس والذي حدّد بنزول آل الصباح ومن كان معهم للأرض التي قامت عليها دولة الكويت لاحقا، وأن كانت الإجتهادات ليست دقيقة ولا يوجد فيها ما يدفع للجزم بتاريخ محدد لتأسيس الكويت  .

 

الكويت في الماضي
الكويت في الماضي

أحدى هذة الإجتهادات بني على رسالة خاصة للشيخ مبارك الصباح أرسلها إلى ولاة البصرة ذكر فيها أن الكويت تأسست عام 1022 هجري (1613ميلادي) ، وهناك رأي آخر يرجح تأسس الدولة أيام ما أطلق عليه حينها ب “طغي الماء” وذلك في عام 1083هجري (1672ميلادي)، في حين رأي مختلف يقول بأن تأسس الدولة كان في عام 1100 هجري ( 1689ميلادي)  .

ويرى البعض أن الرأي الأرجح هو لكاتبه العلامة وشيخ أدباء البحرين “الشيخ إبراهيم بن شيخ محمد الخليفة” والقائل بأن الكويت تأسست عام 1125 هجري (1713ميلادي) ، وهو الرأي الأكثر مصداقية للثقة الكبيرة في صاحب الرأي.

وفي طريقة أخرى لتحديد تاريخ تأسيس الكويت أتبع بعض المؤرخين طريقة جديدة لتحديد الفترة التقريبية للتأسيس وذلك بحساب عدد حكام آل الصباح الذين تولوا الحكم في الكويت منذ نشأتها ليكون الحساب بصورة أدق، وما نتج عنها رأي خالف كل الآراء السابقة حيث أن الشيخ “صباح الأول” توفى عام 1190هجري (1776ميلادي)،  مما يدلّل على أن الكويت قد تكون وجدت في حدود العام 1135 هجري (1722ميلادي) ،  أو في تاريخ قد يقاربه في النصف الأول من ذلك القرن .

أحدى بوابات مدينة الكويت قديما
أحدى بوابات مدينة الكويت قديما

 

المصدر :

كتاب تاريخ الكويت للكاتب المؤرخ عبد العزيز الرشيد