عند مراجعتنا لكتاب تاريخ الكويت، فإننا سنجد أن مؤلفه المؤرخ الكبير عبد العزيز الرشيد قد عرض بشكل مفصل لتاريخ عائلة آل الصباح التي أسست الدولة، وذكر نسبهم ووطنهم الاصلي والبلاد التي مرّوا عليها .
نسب آل الصباح
يعود نسب آل الصباح الى قبيلة عنزة إحدى أكبر وأشهر قبائل العرب، والتي ينتمي اليها آل سعود وآل خليفة، وكغيرها من القبائل العربية فإنها تنقسم الى عدة أفخاذ، ومن أفخاذ قبيلة عنزة هناك “جُميلة” التي تقسم بدورها الى فروع متعددة منها “الشملان” التي تنقسم الى عدة عشائر إحداها “آل الصباح”.
ما هو الوطن الأصلي لآل الصباح ؟
عرض المؤرخ الكبير عبد العزيز الرشيد في كتابه تاريخ الكويت للموطن الاصلي لآل الصباح، حيث أشار الى اختلاف الراي حول موطنهم الأصلي، فيرى البعض أن الجد الأكبر لهم “صباح الاول” ينحدر من نجران، بينما يرى البعض الآخر أنهم ينحدرون من خيبر، ولكنه يشير الى ان الحقيقة هي انحدار آل الصباح من “الهدار” التي تتبع لمقاطعة الافلاج في نجد.
أما سبب هجرتهم من موطنهم الأصلي فهو غير واضح، وإن كان قد وضع عدة احتمالات أقواها حسب وجهة نظره، تعرضهم لذلة لم يستطيعوا دفعها، ولأنهم عرب ذوي أنفة لا يتحملون الضيم أو الذلة او الخنوع قرروا الهجرة من موطنهم الاصلي، وقد طرح المؤرخ الراحل عدة امثلة عن اقوام عربية هاجرت لهذا السبب ومنها هجرة الدواسر من البحرين الى الدمام.
ومن الاحتمالات القوية عن سبب الهجرة المذكورة في كتاب تاريخ الكويت، أن يكون طموح آل الصباح قد كبر فأرادوا الاستقلال، وبالخصوص بعد ان رأوا انهم يملكون الكفاءة والقدرة على الاستقلال.
ومن جهته فقد ذكر كتاب تاريخ الكويت لاحقاً وجهة نظر المحقق الشيخ ابراهيم محمد آل خليفة التي تعتبر الأقوى احتمالاً، والتي تعلل سبب ترحال آل الصباح وآل خليفة من الهدار، بالنزاعات التي حصلت هناك وانتهت بخروج آل الصباح وإخوانهم .
وخلاصة الأمر هو هجرة آل الصباح من موطنهم الأصلي وصعودهم الجبال وهبوطهم الوديان وقطعهم المسافات في البحر، حتى استقر بهم الأمر في النهاية بأراضي الكويت، التي شيدّوا فيها دولتهم التي بات يحسدهم عليها القريب والبعيد، فكانت البداية من مدينة صغيرة باتت لاحقاً الجوهرة الثمينة في منطقة الخليج العربي، والمنارة المضيئة التي يهتدي بها كل من حولها، لتأخذ بأيديهم الى المجد.
المناطق التي مرّ عليها آل الصباح قبل استقرارهم في الكويت
مرّ آل الصباح بقطر التي كان يحكمها في ذلك الوقت آل مسلم، وقد استوطنوا فيها لفترة تحت ظلّ حكام البلد، وفي أحد الايام قتل رجل من آل الصباح آخر من أهل البلد، بعد ان استهزئ وسخر ذلك الرجل منه، وهذا ما أثار حفيظة حكام البلد الذين خشوا من تفاقم الاوضاع سوءاً فطلبوا من آل الصباح مغادرة بلادهم، فاستجاب آل الصباح للطلب وخرجوا بأنفسهم واموالهم عبر البحر مستخدمين السفن الشراعية.
بالرغم من أن آل مسلم تركوا آل الصباح يخرجون من البلاد بسلام، ولكن لأمر لم يعرف سببه قام آل مسلم باللحاق بآل الصباح عبر سفن شراعية أخرى بهدف قتالهم، فما كان من آل الصباح إلا النزول الى البر والاستعداد للمواجهة العنيفة التي جرت وانتصر فيها آل الصباح.
المناطق الأخرى التي مرّ بها آل الصباح
بالرغم من انتصارهم لكن ذلك لم يؤثر على قرار آل الصباح باستكمال ترحالهم، فحطوا في منطقة “قيس” في بلاد فارس، بينما ذكر آخرون أنهم رحلوا الى منطقة المخراق التي لم يرتاحوا فيها وواجهوا عدة مشاكل، أجبرتهم على الترحال من جديد الى منطقة شمال شرق الكويت تدعى “الصبية”، ولكنها لم تطب لهم كذلك وواجهوا فيها ما واجهوه في المخراق، فرحلوا عنها واستقروا أخيراً في الكويت، التي بنوا عليها دولتهم التي باتت من أهم دول المنطقة.
المصدر :
كتاب تاريخ الكويت للكاتب المؤرخ عبد العزيز الرشيد