تأسيس دولة الكويت

عند مراجعتنا لكتاب تاريخ الكويت للمؤرخ الراحل عبد العزيز الرشيد والذي يعتبر المرجع الأهم لتاريخ الكويت سنجده قد ناقش تاريخ تأسيس الدولة، حيث طرح عدة احتمالات دون أن يجزم في صحة أي منها.

أشار عبد العزيز الرشيد الى تضارب الاقوال في تأسيس الدولة التي رأى أنها كلها حدس وتخمين، وإن كان رجحّ فيها قول البعض بان الدولة تأسست عام 1083هـ (1672م)، أو عام 1125هـ ( 1713م) نسبة لرأي الشيخ ابراهيم بن شيخ محمد الخليفة (شيخ الادباء بالبحرين)، وقد استشهد على رجحان هذين الاحتمالين بأن “صباح الاول” الحاكم الاول للكويت توفي حوالي عام 1190 هـ (1776م).

 

هل تعلم ما هو معنى كلمة الكويت؟ ولماذا أطلق عليها هذا الاسم؟

 

إن كلمة الكويت هي تصغير لكلمة كوت المتداولة كثيراً في نجد والعراق والبلاد العربية والأعجمية المجاورة لهما، والمقصود بها البيت المربع المبني بشكل متين كالقلعة والحصن،  كما انها تطلق على البيت المبني لحاجة مهمة والمحاط ببعض البيوت الصغيرة والحقيرة بالنسبة اليه (التي تكون اقل شأناً منه)، ويكون هذا البيت الهام كفرضة للبواخر والسفن والتي تتزود منه بكل احتياجاتها، وبالتالي فإن كلمة كوت لا تطلق الا على البناء القريب من الماء سواء كان هذا الماء هو البحر او النهر أو البحيرات وغيرها…، ومن جهة أخرى فإن الكوت قد يطلق على النهر الصغير.

أماعن سبب إطلاق اسم الكويت على هذه البقعة الجغرافية التي باتت من أهم دول المنطقة فقد جاء نسبة الى حصن صغير كان موجوداً فيها، وكما ذكر المؤرخ عبدالعزيز الرشيد في كتابه تاريخ الكويت، فإن الأخبار مختلفة عن بناء هذا الحصن، فبينما يعتقد البعض أن زعيم بني خالد “محمد لصكة بن عريمر ” قد بناه وترك فيه أحد عبيده، وبأنه اتخذه كمستودع للذخيرة والزاد وكل ما يحتاج اليه، بحيث يأخذ من هذه المؤن إذا كان المرعى قريباً من الحصن، أو إذا كان يريد الغزو باتجاه الشمال، وقد أشارت هذه الأخبار بأن محمد بن عريمر قد وهب هذا الحصن لآل الصباح بعد نزولهم بهذه البقعة من الأرض.

أما البعض الآخر فيعتقد أن ابن عريمر قدّم الأرض التي حول الحصن كهبة لآل الصباح وأنهم هم من بنى هذا الحصن، ويعتقد أن موقع الحصن هو بنفس المكان الذي بني عليه المستشفى الاميركي لاحقاً.

 

الكويت قبل نزول آل الصباح على أراضيها

 

بعد ما ذكرناه نجد ان الكويت قبل أن ينزل فيها آل الصباح كانت من الأراضي الفقيرة التي لا يسكنها إلا مجموعة بسيطة من العشائر التي تتبع لابن عريمر، ونكتشف أن آل الصباح هم أول من أشاد البيوت الحجرية في المنطقة التي باتت مقراً لهم، وباتوا هم الحكام للبلاد التي لم يحكمها غيرهم بالرغم من المخاطر الكبيرة التي ستحيط لاحقاً بهذه الدولة التي تكاثر عليها العديد من الاعداء.


المصدر :

كتاب تاريخ الكويت للكاتب المؤرخ عبد العزيز الرشيد

أضف تعليق