فيلكا، تلك الجزيرةُ التي تحضن بين جنباتها أكثر من خمسةِ آلاف سنةٍ من التاريخ العريق، تقع شرقَ مدينةِ الكويت، في الناحية الشمالية الغربية من الخليج العربي، وتبعد حوالي عشرين كيلومتراً عن ساحل مدينة الكويت؛ تلك الجزيرة التي شكلت محطةً تجارية لبلاد لمحيطها والبلاد المنتشرة على ساحل الخليج العربي، تحملُ اسمها فخورةً به على مر العصور، “فيلكا” والذي يعني قديماً باللغة الإغريقية “نقطة التمركز”؛ وتشكل الآن وجهة سياحية تخطف الآنظار.
معلومات عن جزيرة فيلكا
تبعد جزيرة فيلكا عشرين كيلومتراً عن ساحل مدينة الكويت، وتبلغ مساحتها 43 كيلومتراً مربعاً، بشريط ساحلي يقارب 38 كيلومتر، يبلغ طول الجزيرة 12 كيلومتر وعرضها 6 كيلومترات؛ أما أعلى نقطة في الجزيرة فترتفع عن مستوى سطح البحر بعشرة أمتار.
ظهرت آثار أول حضارة ٍ على جزيرة فيلكا، في الألفية الثالثة قبل الميلاد، لتحضن منذ ذلك اليوم، وحتى يومنا تاريخاً يصل طوله لخمسة آلف سنة، تعاقبت به الحضارات التي سكنت وعاشت فيها، من حضارة الدلمون إلى حضارة إيكاروس في العصر الهيلينستي.
المشاريع السياحية في جزيرة فيلكا
تم طرح مجموعة من الأفكار حول طرق استخدام جزيرة فيلكا، وبعض الاقتراحات كانت حول تقسيم الجزيرة لثلاثة أقسام ليتم إقامة مشاريع سكنية، سياحية وثقافية في الجزيرة؛ حيث تم اقتراح أن يتم استعمال الساحل الشمالي للأغراض السياحية والثقافية والسكنية، أما الساحل الجنوبي فللاستخدامات السياحية فقط.
ويوجد في الجزيرة في الوقت الحالي:
- منتجع تراثي مبني على الطراز المعماري الكويتي القديم، يحوي فلل منفصلة بنظام البيوت العربية.
- فندق إيكاروس مطل على البحر.
- فندق مطل على بحيرة اصطناعية.
- متحف للشيخ عبد الله السالم، والتراث الكويتي الذي يحتوي على عدة مقاهي تراثية وحديثة.
- مصنع لصناعة الحلوى الكويتية.
- مصنع لصناعة المخللات الكويتية.
- اسطبل لتأجير الخيول.
- خدمة تأجير السيارات والدراجات النارية.
حضارة دلمون في جزيرة فيلكا
تركزت الحضارة في الناحية الجنوبية الغربية من جزيرة فيلكا، وتدل الآثار الموجودة على أن الحضارة بدأت في الجزيرة من بداية الألفية الثانية قبل الميلاد (2000 سنة قبل الميلاد) وازدهرت في منتصف هذه الألفية (حوالي عام 1500 قبل الميلاد) لتنتهي بحدود عام 1200 قبل الميلاد.
عُثر على فخاريات حمراء تعرف باسم فخاريات دلمون المبكرة أو فخاريات البربر، مشابهة لتلك الموجودة في قلعة البحرين؛ ما دفع المؤرخين إلى استنتاج أن الحضارة الموجودة في جزيرة فيلكا مشابهة لتلك الموجودة في البحرين آنذاك، ألا وهي حضارة دلمون –حضارة دلمون هي حضارة قديمة كان مركزها جزيرة فيلكا، وامتدت على طول الساحل الشرقي لشبه الجزيرة العربية، ويظن أنها وصلت إلى قطر والإمارات وحدود عمان الشمالية- كما وجد العديد من النصوص التي تذكر الاله “إنزاك” وهو إله تلك الحضارة، وهذا الدليل يدعم الاعتقاد السابق.
اتصلت حضارة دلمون -الموجودة في الجزيرة- مع حضارة الكاشية بين القرنين الخامس عشر والثالث عشر قبل الميلاد، وازدهرت أعمال البناء نتيجة لهذا الاتصال، حيث تم بناء العديد من المنازل والتي تميزت ببنية معمارية جديدة؛ واستمرت الحضارة بالازدهار حتى عام 1200 قبل الميلاد، حيث تدل الآثار على هجرة مفاجأة لأهل الجزيرة من تلك المنطقة، ولتعتبر هذه المرحلة ختام حضارة الدلمون في جزيرة فيلكا.
العصر الهيلينستي في جزيرة فيلكا
توزعت الحضارة في نقاط مختلفة في هذا العصر، وأحد آثار هذه الفترة هي قلعة مربعة، اكتُشِفَ بداخلها معبدان، أحدُهما يعود ببنائهِ إلى الطراز الإغريقي؛ كما وجِدَ داخل القلعة وبجاوار المعبدان لوحٌ حجريٌ كتب عليه باللغة اليونانية القديمة يعرف باسم حجر “إيكاروس”، وذلك لأن اسم مدينة إيكاروس –جزيرة فيلكا- كان موجوداً عليه، يحوي هذا الحجر خطاب موجه من قبل إيكاديون –حاكم سوسة السلوقي- إلى انكزارخوس –والذي يظن أنه حاكم إيكاروس- يأمره بنقل معبد الأله من مكانه، وإقامة مسابقات رياضية وثقافية، وإعفاء المزارعين من الضرائب وعدم السماح لهم بتصدير محاصيلهم خارج الجزيرة، كما طلب منهم تخزين فائض احتياطي لمواجهة أي نقص غذائي مفاجئ.
تاريخ آثار جزيرة فيلكا في الكويت، وعملية الحفاظ عليها
عراقة الآثار في جزيرة فيلكا كعراقة التاريخ، فهي تمثل خمسة آلاف سنةٍ من الحضارة–من القرن الثالث قبل الميلاد وحتى اليوم- فتم اكتشاف أول هذه الآثار عام 1937 بالصدفة، وكان الأثر حينها، حجرٌ نُقِشت عليه كتابةٌ باللغة اليونانية، عرف وقتها باسم “حجر سويتلوس”، تلى هذا الاكتشاف العديد من الحملات الاستكشافية من دولٍ عديدة، منها الدنمارك والتي بدأت بإرسال حملات التنقيب من عام 1958 وحتى عام 1963 ميلادي، بالإضافة لبعثات من الولايات المتحدة الأمريكيا والأردن وايطاليا وبريطانيا وفرنسا؛ قامت بعض هذه البعثات بنقل الآثار المكتشفة إلى البلدان التي قامت بإرسالها بحجة رغبتها أن تبقى قريبة منها، وساعدها على ذلك أنه لم يكن هنالك قانون لحماية الآثار في الكويت في ذلك الوقت.
ولكن في تاريخ 27 نيسان (أبريل) عام 1966 ميلادي، أصدر الأمير الكويتي مرسوم بضم إدارة الآثار والمتاحف إلى وزارة الإعلام، ما أدى لتطور مهمة المتحف، حيث بدأت عملية مراجعة السجلات اليومية للموظفين المرافقين للبعثة الدنماركية، واكتُشِفَ أن بعض الآثار لم تكن بالكويت؛ فقامت الوزارة بمراجعة الدوريات (المجلات) الأجنبية التي تتحدث عن الاكتشافات الآثرية واستطاعة بعد ذلك تحديد مكان الآثار، والتي كانت موجودة في متحف آراهوس، فأُرسِلَ وفدٌ من الكويت للمتحف في أيار عام 1985 ميلادي للتفاوض بخصوصِ إعادة الآثار، وتم استعادته في تشرين الثاني عام 1987 ميلادي.
في يوم 30 تشرين الثاني (نوفمبر) عام 2008 ميلادي، وقع المجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب، عقداً مع بعثة دنماركية للتنقيب عن الآثار في المنطقة الواقعة بين المعبد البرجي وقصر الحاكم، حيث أنها من أهم مناطق العصر البرونزي في الجزيرة، وقد كشف المسح بالرادار عن وجود مبنى على عمق 170 سم تحت سطح الأرض؛ كما تم توقيع عقد مع البعثة الفرنسية التي تعمل عند القلعة الهيلينستية ومنطقة القصور لبدأ التنقيب في موسم 2008/2009.
في يوم 12 كانون الثاني (يناير) عام 2009 ميلادي، وقع المجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب، اتفاقية مع جامعة بورجيه الإيطاليا، للبحث عن الآثار الإسلامية.
قرية فيلكا التراثية
والتي هي واحدة من الوجهات السياحية الهامة على الجزيرة، تم إنشاؤها عام 2002 ميلادي، تحت إشراف الأمير الكويت الشيخ جابر الأحمد الجابر الصباح، ومساري الخير الكويتية الخيرية.
يمكنكم مشاهدة موقع القرية على الانترنت من هنا.
خريطة القرية:
معلومات عن الجزيرة لتطلعوا بأنفسكم
كيفية الوصول إلى الجزيرة:
يمكنكم استخدام إحدى القوارب الفاخرة التي تديرها قرية الفليكا التراثية:
القارب الأول والمدعو “بنت الخير” حيث تستغرق الرحلة فيه 30 دقيقة للوصول إلى الجزيرة، ويتسع 150 راكباً.
القارب الثاني والمدعو “أم الخير” والذي يستغرق ضعف الوقت 60 دقيقة للوصول، ويتسع 100 راكبٍ.
خريطة الجزيرة: