النوخذه محمد بن جاسم المضف يعود نسبه إلى جده السادس مضف بن محمد بن بعيل الهاجري، من البعله من آل كلبه من بني هاجر المولود سنة 1820، ليكون هو أول من أسس مهنة الملاحة البحرية ونوخذة اللؤلؤ لأولاده من بعده.
ماذا عن حياة النوخذه محمد بن جاسم المضف؟ وما هي أبرز أعماله؟
ولد النوخذه محمد بن جاسم المضف سنة 1907 وذلك في الحي الشرقي، درس وتعلم الكتابة والقراءة والعلوم الأساسية والقرآن الكريم في المدارس الأهلية، وعندما أصبح شابا توجه إلى البحر حيث تدرب هناك على يد خيرة النواخذة كتباب، ومن ثم أصبح نوخذة للغوص، بعد أن تلقى كافة العلوم الأساسية فيها، واكتسابه للخبرة الكبيرة في الخوض بأعماق البحر، وقد أحب هذه المهنة وبرع فيها كثيراً، ولم يكن يخشى المخاطر التي كانت تحيط بها، خاصة وأنها تتطلب الغوص لمسافة تتجاوز الخمسين متراً للبحث عن اللؤلؤ ودون أي نوع من أنواع الدعم أو الحماية، كما هو الغوص اليوم، حتى أنه لم تكن أنابيب الأكسجين قد عرفت بعد.
اعتبر النوخذه محمد بن جاسم المضف إحدى الشخصيات البارزة في الكويت، وقد تميز بأنه من أصحاب الرأي السديد والنصح، لذلك كان يؤخذ برأيه واستشارته في أمور الناس، فقد شارك في العديد من المجالس واللجان، حيث تولى منصب المدير في الصحة، كما أنه كان أحد أعضاء مجلس المعارف خلال الخمسينيات من القرن الماضي.
وقد كان النوخذه محمد بن جاسم المضف أحد أهم المراجع التاريخية في الكويت، حيث سرد قصصا كثيرة عن الحروب التي خاضتها الدولة، عدا عن معلوماته الغنية والوفيرة عن أحوال البحر وأهله، بالإضافة لكونه أبرز الأدباء الشعبيين والرجال المثقفين، فقد امتلك حساً أدبياً عالياً، عدا عن علاقاته مع عدد من أبرز الأدباء في الكويت مثل الأديب أحمد بشر الرومي، والأديب عبد الرزاق البصير وغيرهم.
توفي النوخذه محمد بن جاسم المضف عام 1984 رحمه الله وأسكنه فسيح جنانه فقد كان رجلا على دين وخلق، وقد رفض البقاء تحت الأضواء، وفضل أن يكمل حياته وأعماله الخيرية دون أن يعلن عنها.