النوخذه علي ناصر النجدي

النوخذه علي ناصر النجدي أحد أبرز نواخذة السفن الشراعية في الكويت، تميز بالجرأة التي أوصلت بسفينته إلى سواحل إفريقيا، وتمتع بالصلابة والعزيمة لمجابهة مخاطر الملاحة البحرية، اتصف بالكرم وطيب القلب وكان عطر السمعة بين البحارة.

النوخذه علي ناصر النجدي
النوخذه علي ناصر النجدي

ما هي أبرز مراحل حياة النوخذه علي ناصر النجدي ؟

ولد النوخذه علي ناصر النجدي سنة 1915 في شرق بالعاصمة الكويت، وتعلم أسلوب الملاحة والتنوخذ على يد والده النوخذه ناصر النجدي، الذي اعتبر حينها من أكثر نواخذة الغوص شهرة، وقد أخذ النوخذه علي ناصر النجدي أسلوب الغوص عن والده، أما أخويه عبد الله وإبراهيم فقد توجهوا إلى ركوب البحر والسفر .

لم يكن حلم النوخذه علي ناصر النجدي متوقفا عند حدود الغوص والبحث عن اللؤلؤ، بل تعدى ذلك ليكون رباناً لسفينة كبيرة يشارك في بنائها، وبالفعل استطاع أن يحقق حلمه، ففي عام 1937م قام والده بإرساله إلى الهند من أجل اقتناء الخشب اللازم لبناء البوم، وخلال مدة قصيرة تم بناء بوم وأطلق عليه اسم “بيان” ليكون النوخذه علي ناصر النجدي هو ربانه، وليسافر به إلى الصومال وبربرة وغيرها من المناطق المتواجدة على السواحل الشرقية في إفريقيا، وقد استغرب الكثيرون من خوضه مغامرة الذهاب إلى السواحل الإفريقية الصعبة المراس، رغم أنه لم يكن يعتمد بشكل كامل على استخدام “جهاز الكمال” وهو جهاز يستخدم في تحديد المواقع، بل اعتمد فقط على خبرته الملاحية، وأساليبه في القيادة والتنوخذ.

تم ذكر النوخذه علي ناصر النجدي في كتاب آلن فليبرز “أبناء السندباد” وقد ورد ذكره من خلال الرحلة التي قام بها النوخذة عام 1938م إلى السواحل الإفريقية، خاصة حينما عبر الشعاب المرجانية المتراكمة جوار البحرين دون خوف أو تخبط، رغم وجود حطام وبقايا الكثير من السفن القديمة التي سبق وغرقت في تلك المنطقة بسبب الرمال المتحركة.

في مطلع عام 1953م أعلن النوخذه علي ناصر النجدي عن اعتزاله ركوب البحر، ليعمل في الداخلية كمختار لحي كيفان، وقد ظل في عمله هذا لسنوات طويلة، لكن ومع الحنين إلى الماضي المجيد، قام النوخذه علي ناصر النجدي برحلة إلى الهند عبر سفينة شراعية، منطلقاً بها من مدينة دبي، ولم يكتف بتلك الرحلة بل أراد المزيد من المغامرة، فكانت الوجهة هذه المرة إلى كراتشي، لكن مشكلة حدثت في السفينة أدت إلى غرقها، إلا أنه نجا منها بأعجوبة.

رغم نجاته بأكثر من حادثة، إلا أن مشيئة الله قضت بأن يكون البحر هو آخر ما يراه النوخذه علي ناصر النجدي في حياته، وبالفعل فقد توفي عام 1979م بعد حادثة غرق مؤسفة، أثناء رحلة صيد مع صديقيه سليمان وعبد الوهاب الهولي، ليستشهد غرقاً بعد أن احتضنته الأمواج  في الخامسة والستين من عمره.

أضف تعليق