النوخذه عبدالوهاب عبدالعزيز العثمان يعتبر مثالًا لرجال البحر الأشداء أصحاب العزيمة القوية والإرادة الصادقة والقدرة على تحمل المشاق، إضافة للتواضع والكرم، لقبه النوخذه بدر عبد الوهاب القطامي بشيخ النواخذة في الكويت، لما له من سمعة طيبة في هذا المجال، كما أن له تاريخ حافل في الحياة السياسية والإجتماعية والإقتصادية للكويت.
نشأة النوخذه عبدالوهاب عبدالعزيز العثمان وأبرز أعماله على كافة الأصعدة:
ولد النوخذه عبدالوهاب عبدالعزيز العثمان في منطقة قبلة بمدينة الكويت عام 1323 هـ الموافق عام 1905م، ووالده هو المؤسس لنقعة العثمان في آخر منقطة قبلة، حيث تعلم أصول القراءة والكتابة والقرآن في مدرسة الملا هاشم الحنيان.
في مطلع العشرينيات ركب النوخذه عبدالوهاب عبدالعزيز العثمان البحر مع ابن عمته النوخذة محمد سليمان العثمان في رحلة موسمية واحدة من الكويت إلى الهند، وفي الموسم التالي ركب مع النوخذة عبد اللطيف سليمان العثمان، وذلك على سفينة والده الشهيرة باسم “تيسير” وبعد أربع سنوات من التدريب المستمر على يد النوخذة عبد اللطيف العثمان، تحصل على التدريب والخبرة الكافية لكي يتسلم قيادة السفينة، وقد تسلمها عام 1925م بعمر لا يزيد عن الواحد والعشرين عاماً، ليكون النوخذه على سفينة يركبها أربعون بحارا من خيرة بحارة الكويت.
وبسبب إنجازاته الكبيرة في التجارة وتطوير أسطول السفن تحت ادارته ورؤيته البعيدة، أصبح من كبار النواخذة في الكويت ومن أوفرهم جاهًا، حيث حصل على إحترام جميع من عرفه أو سمع عنه، وقد كان كريمًا ذا سمعة طيبة، وأخلاق حسنة، وقد إكتسب هذه الصفات الحميدة من عمله في البحر، فأهل البحر هم أهل شهامة ورجولة، يقتحمون ظلماته، ويخوضون مغامراته، ويصارعون أمواجه، ويفنون أنفسهم من أجل سفينتهم.
استمر النوخذه عبدالوهاب عبدالعزيز العثمان في ركوب البحر حتى عام 1943م، ثم تفرغ بعد ذلك لتجارته، إلا أنه لم يترك مهنته مختارًا، فبعد ظهور البترول لم يعد هناك بحارة في الكويت كما كان سابقا، وركوب البحر لا يمكن أن يكون من غير بحارة.
عمل النوخذه عبدالوهاب عبدالعزيز العثمان على تطوير الوقف الخيري، وساهم بشكل فعّال في الحياة السياسية في الكويت، كما كان داعمًا للدورة الاقتصادية، وداعما للحركة العلمية، ومساندا لشتى خدمات الدولة، وأصبح النوخذه عبدالوهاب عبدالعزيز العثمان عضوا في مجلس شؤون الأوقاف عام 1952م، أما على الصعيد السياسي فقد بدأت مسيرته فيها عام 1958م حين قدم ترشيحه للمجلس المنتخب، وقد اختير عضوا بلجنة توزيع المساكن الحكومية، ثم اختير ليكون عضوا في لجنة التثمين في بلدية الكويت لما عرف عنه بخبرته عن أحوال سوق العقار في الكويت آنذاك.
توفي النوخذه عبدالوهاب عبدالعزيز العثمان عام 1987م في مكة وذلك خلال تأديته مناسك العمرة، وله أعمال خيرية عديدة داخل الكويت وخارجها مثل الهند وباكستان ومصر، وقد دفن في البقيع، رحمه الله وأسكنه فسيح جنانه.