النوخذة راشد سعد العلبان

تعتبر فنون التنوخذ والملاحة جزء لا يتجزأ من تاريخ الكويت العريق، ومن أبرز النواخذة النوخذة راشد سعد العلبان، وقد احترف الغوص بهدف البحث عن اللؤلؤ، ليصبح فيما بعد أحد أعلام نواخذة الغوص وآخرها.

النوخذة راشد سعد العلبان
النوخذة راشد سعد العلبان

كيف احترف النوخذة راشد سعد العلبان صيد اللؤلؤ؟ وإلى متى بقي فيها؟

ولد النوخذة راشد سعد العلبان سنة 1900م في فريج جبلة، والده سعد بن ساير العلبان، تعلّم ودرس في المباركية وقد تفوق في دراسته، إلا أنه منذ صغره عشق ركوب البحر، مما جعله يترك مقاعد الدراسة ليمارس هوايته ويحترفها على يد والده، ثم تفرد في الغوص وأحب هذا العمل ليقتني سفينته الشوعي ومن بعدها جالبوت، مطلقاً عليها اسم مرزوق، حتى أنتشر صيته وأصبح معروفا بين النواخذة في المنطقة، لدرجة كتابة الشعراء بعض القصائد الشعرية له ومنها :

يغوص الهيرات الكايده راشد العلبان

وأنا في رجا الله وأرتجي حفظة السنة

وقيل كذلك :

وأصبحت دونه بعيد الخد زام لي

وأنا بوسط البحر ويا ابن علباني

تمكن النوخذة راشد سعد العلبان من احتراف الغوص للبحث عن اللؤلؤ، ليكون من أشهر نواخذة الغوص، وقد بقي في عمله لفترة طويلة – تقريباً حتى أوائل الستينيات-ليصبح آخر نواخذة في الكويت ، حتى أن البحارة الذين كانوا يرافقونه هم عمانيون، وذلك بعد انشغال الكويتيين بوظائف الدولة والتجارة المربحة والسريعة.

بعد ترك النوخذة راشد سعد العلبان العمل وتقاعده عن صيد اللؤلؤ والغوص، توجه إلى الأعمال الخيرية، حيث عرف عنه ورعه وتقاه، ومن أبرز ما قدمه بناؤه لمسجد في مركز العاصمة وعلى نفقته الكاملة، بالإضافة إلى مساهمته في قضاء حاجات الناس مستعيناً ومتوكلاً على الله في تفريج الكرب عنهم، بالإضافة إلى بنائه مدرسة ابتدائية للبنات، ولم يكتف بذلك فحسب، بل ساهم في مساعدة إخوانه المحتاجين في الخليج وباقي الدول العربية مثل الجزائر ومصر وفلسطين، وخاصة في زمن الحروب.

توفي النوخذة راشد سعد العلبان عام 1977م، ليطوي صفحة مهنة كانت الأبرز في التاريخ الكويتي، وقد ذهبت البحريات وتحطمت السفن واستهلكت، والبعض منها تم بيعه، وأما النوخذة راشد سعد العليان فقد بقيت له الذكرى العطرة الممتدة في التاريخ الكويتي وظل شاخصًا بين صفحاته.

أضف تعليق