خالد صالح الغنيم تاجر وسياسي مخضرم، ترأس مجلس الأمة لدورتين متتاليتين، وقد كان من أكبر تجار البناء في الكويت، ومديرًا لدائرة الأشغال العامة في وقت سابق.
أبرز معالم حياة خالد صالح الغنيم السياسية والتجارية
ولد خالد صالح الغنيم عام 1334 هـ الموافق لعام 1916م في فريج الغنيم بمنطقة القبلة، درس في الكتاتيب كأغلب أبناء جيله، وقد تلقى بها مبادئ القراءة والكتابة وحفظ القرآن وأساسيات الحساب، وقد عرف عنه تميزه في مواضيع الحساب منذ الصغر، حيث لاحظ أساتذته هذا الأمر فيه، وعند انتهائه من مرحلة الكتّاب، تعلم خالد صالح الغنيم في مدرسة المباركية.
النوخذة خالد صالح الغنيم
عندما أصبح في عمر الثامنة عشر، بدأ خالد صالح الغنيم عمله التجاري في البحر، فقد كان مشرفًا على السفن والأبوام المتنقلة بين البصرة والكويت، وقد كان دوره تفريغ الحمولة من مياه الشرب ثم يحصل على أمواله من المشتريين، وقد أصبح بعد ذلك نوخذه على السفن، حيث كان يذهب بسفينته إلى الهند وشرقي إفريقيا، وقد بقي في مهنة النوخذه حتى وفاة أخيه عبد الرحمن الغنيم في البحر، ليشق طريقه في مجال آخر.
عمل خالد صالح الغنيم مع التاجر الكبير ثنيان الغانم كموظف بسيط في البداية، لكن سرعان ما أصبح المسؤول العام عن كافة أعماله وسفنه وتجارته، وفي منتصف الخمسينات استقل بتجارته، وافتتح مكتبه التجاري الخاص بالعاصمة، للتجارة في مواد البناء، وليكون وخلال فترة قصيرة من أكبر تجار الكويت، لدرجة أن لقب (ملك الاسمنت) كان من نصيبه، خاصة وأن تلك التجارة في ذلك الوقت اعتبرت كمتطلب أساسي في دولة بدأت فيها النهضة العمرانية.
عرف عن خالد صالح الغنيم الكرم والجود والعطاء، فقد كان من المحسنين للفقراء خاصة وأنه رجل عصامي بنى نفسه بنفسه وشعر بشعور الفقراء، كما ساهم في بناء المساجد وترميم القديمة منها، بالإضافة إلى عدد من المؤسسات التعليمية داخل الكويت وخارجها، خاصة في عدد من الدولة الإفريقية، كذلك مساعدته للأشقاء العرب في محنتهم كما حصل في حملة التبرعات التي جمعها بعد العدوان الثلاثي على مصر، وفي مصر نفسها ساهم خالد صالح الغنيم في تأسيس معهد ناصر للأبحاث والعلاج لمرضى السكر.
أما على الصعيد السياسي، فقد انتخب خالد صالح الغنيم نائبًا في أول مجلس نيابي عام 1963م، إضافة إلى مشاركته في جميع المجالس النيابية لاحقا حتى عام 1976م، وقد انتخب خلال هذه الفترة لرئاسة مجلس الأمة مرتين.
توفي خالد صالح الغنيم عام 1990م وذلك إثر هبوط حاد في الدورة الدموية، وذلك عن عمر ناهز الأربعة والسبعين عام.