الوزيرة الكويتية فايزة الخرافي ليست فقط شخصية بارزة على المستوى المحلي و الإقليمي و إنما هي إحدى رموز العمل النسائي العالمي
أكد اسم الدكتورة فايزة الخرافي أن المرأة في العالمين العربي و الإسلامي ليست سقط متاع، وليست على هامش الحياة في مجتمعها أو ثقافتها وإنما هي أساس متين تبنى عليه الدول وتقام عليه الحضارات.
الوزيرة الكويتية فايزة الخرافي ليست فقط شخصية بارزة على المستوى المحلي و الإقليمي و إنما هي إحدى رموز العمل النسائي العالمي ، لما تجمع لها من مؤهلات وممارسات علمية و إدارية و تطوعية قلمَّا توافرت لغيرها فهي الباحثة العلمية الجادة، وهي العالمة الجامعية المعلمة، وكذلك هي الإدارية الخبيرة لأعرق المؤسسات التعليمية، و هي أيضا الرائدة في مجال العمل الخدمي و التطوعي وكل ذلك مع رصيد من المؤلفات العلمية القيمة .
ولم يرجع تميز د. فايزة الخرافي إلى سطوع نجمها في مجال الحياة العامة فقط وإنما لتشعب أدوارها ونجاحها في حياتها الخاصة سواء بسواء مع حياتها العامة ، فهي زوج لأحد أشهر رجال الأعمال العرب “علي ثنيان الغانم” وأم لابنها “النائب مرزوق الغانم” الذي حاز على ثقة شعبه ليمثلهم تحت قبة مجلس الأمة الكويتي كما أنها أخت “النائب ورئيس مجلس الأمة السابق جاسم الخرافي” .
إنجازات فايزة الخرافي في المجال الأكاديمي الكويتي
بدأت الحياة العلمية للدكتورة فايزة الخرافي عقب تخرجها في كلية العلوم بجامعة عين شمس بالقاهرة عام 1967م، ثم استكملت مسيرتها البحثية بنيل درجة الماجستير في الكيمياء في العام 1972م، ثم كللت هذا الجهد العلمي بالحصول على شهادة الدكتوراه في المجال ذاته من جامعة الكويت لتصبح أول سيدة كويتية تحصل على هذه الدرجة العلمية الرفيعة، ثم عملت بعد ذلك مدرساً في قسم الكيمياء بالجامعة خلال الفترة (1975 – 1981(.
استمرت مسيرة العطاء الأكاديمي للدكتورة فايزة الخرافي بتوليها رئاسة قسم الكيمياء في الجامعة عام 1984م، ثم عمادة كلية العلوم عام 1986م لتضيف “الخرافي” إلى قائمة السبق لديها لقباً جديداً هو “أول امرأة تتولى هذا المنصب في الخليج العربي” وقد استمرت تشغله حتى عام 1989 م .
لم تتوقف قائمة السبق و الريادة للعالمة الكويتية فايزة الخرافي عن اضافة المزيد من ألقاب التميز والتفرد فحصلت على درجة الأستاذية عام 1988م لتصبح “أول كويتية تنال هذه الدرجة في تخصصها العلمي “!
وفي ذات الإطار الخاص بريادة الدكتورة فايزة الخرافي في مجال العمل العام عينت كمدير لجامعة الكويت في يوليو عام 1993م لتصبح أول سيدة تشغل مثل هذا المنصب في الخليج العربي ثم تم التجديد لها في عامي 1997م و 2001 مع ترقية إلى درجة “وزير” لتصبح أول كويتية تحمل هذا اللقب .
قدمت الدكتورة فايزة الخرافي للمكتبة العلمية مجموعة قيمة من الكتب والأبحاث منها : كتاب عن الحرب الكيميائية بتمويل من مؤسسة الكويت للتقدم العلمي عام 1986.كما شاركت في تأليف كتاب بعنوان «الروابط الكيميائية والأشكال الجزيئية» عام 1989 وشاركت أيضاً في ترجمة كتاب بعنوان «السرطان أو الخلية المتمردة» الصادر عن الجمعية الكيميائية الأميركية ايضاً بتمويل من مؤسسة الكويت للتقدم العلمي عام 1986م.
وظلّت الدكتورة فايزة الخرافي تساهم عبر عضويتها في عدد من المجالس و المؤسسات الأكاديمية في تطوير البحث العلمي فهي عضو مؤسس في جمعية اعضاء هيئة التدريس الكويتية ،و عضو في الاتحاد الدولي للجامعات والاتحاد الدولي لرؤساء الجامعات .
إحتفاء وتكريم مستحق للدكتورة فايزة الخرافي
شهدت مسيرة الوزيرة فايزة الخرافي حالة فريدة من الاحتفاء و التكريم داخلياً وخارجياً فقد تم منحها جائزة «الشخصية النسائية الخليجية لعام 2008» من قبل رابطة المرأة والاسرة الخليجية (وفا) التابعة لمجلس العلاقات الخليجية الدولية (كوغر) حيث جاء في حيثيات الجائزة أن “الخرافي” انطبقت عليها المعايير الأربعة للجائزة وهي :”ان تكون اما لأبناء تحسن تربيتهم، وهو ما حصل مع ابنها النائب في مجلس الامة، والمعيار الثاني ان تكون ربة بيت تقف وراء زوجها وتشجعه وتوفر له كل سبل الدعم، هذا ما تحقق مع زوجها الشخصية الاقتصادية المعروفة، والمعيار الثالث هو أن تكون ناشطة في العمل التطوعي والمجتمعي، حيث كانت رئيسة لحملة «كان» لمكافحة السرطان، اما المعيار الرابع فيجب ان تكون في منصب قيادي في الدولة، وقد تحدد ذلك حيث كانت مديرة لجامعة الكويت، وهي شروط صعبة ولكنها تنطبق على النساء العظيمات”.
كما نالت أيضاً جائزة أفضل عشر شخصيات عربية لجهودها المتميزة في مجال الابحاث المقدمة سبتمبر 1997، ومن مركز التعاون الأوروبي العربي في الاسكندرية عام 1999م وحصلت على الدكتوراه الفخرية من الجامعة الأميركية في القاهرة لمساهمتها في إعادة بناء وتطوير جامعة الكويت في 12 فبراير 2001 م ،كما حصلت على جائزة الانتاج العلمي في العلوم الطبيعية لعام 1992 من مؤسسة الكويت للتقدم العلمي .
أما على المستوى الدولي فقد ورد اسم الدكتورة فايزة الخرافي في موسوعة المشاهير في بريطانيا واختارتها مجلة ’المجلة‘ كشخصية العام النسائية لعام (1994- 1995) ،كما تم اختيارها ضمن شخصيات (قياديو العالم المشاهير) في المملكة المتحدة، وفي العام نفسه اختيرت ضمن اصدار «القادة المتميزين».
اختارتها مجلة الديرة الكويتية كشخصية اكاديمية لعام 1993 و اختارتها مجلة روز اليوسف المصرية كأبرز شخصيات العام النسائية في المجال الاكاديمي التربوي عام 2000، و توجت الدكتورة فايزة الخرافي مسيرتها الحافلة بالإنجازات والعطاءات بتكريم الشيخ جابر الاحمد الجابر الصباح عام 2002م ، وذلك بتقليدها وشاح الكويت من الدرجة الاولى تقديراً للخدمات المميزة التي قامت بها وانجزتها في مجال التعليم العالي.