خالد الحربان أحد ألمع الأسماء في الحقل الرياضي الكويتي وأشهر المعلقين الخليجيين في مجال كرة القدم ،ارتبط اسمه بالمسابقات الخليجية الكبرى و عرفه الجمهور العربي عبر المباريات النهائية ،وحفظ متابعوه تعليقاته الساخرة و ألقابه التي كان يطلقها على اللاعبين حتى صارت عَلَمَاً عليهم .
تاريخٌ حافلٌ من العمل داخل وخارج المستطيل الأخضر كلاعب و معلق رياضيّ أو كمدرب ومسئول تنفيذيّ ،مارس عدة أدوار هامة في تاريخ الكرة في الكويت كما كان قريباً من المطبخ الرياضيّ الخليجيّ بالشكل الذي جعله شاهد عيان على كثير من الأحداث و الشخصيات الرياضية .
خالد الحربان والبدايات الصعبة
وُلِد خالد يوسف الحربان عام 1944 م بمنطقة “شرق” وبعد عامين من مولده فقد والده في رحلة بحريةٍ في دولة البحرين فإنتقلت العائلة إلى منطقة “المرقاب” و في السادسة من عمره كان الفقد الأكبر للحربان إذ توفيت والدته ليحيا يتيماً في كنف جدته و أخواله .
تركت هذه الفترة القاسية من حياته أثارها عليه نفسياً ومادياً مما جعله يقول في أحد لقاءته الإعلامية : “أحب البحر ولكن أخاف منه، والدي مات غرقاً فيه ولكني أرتاح لمنظره وأتردد في الدخول في عمقه وأتمنى دائما العودة منه في أسرع وقت لأنه غدار وحتى إذا خرجت مع أولادي أكون حذرا ،ووفاة والدي بعد سنتين من ولادتي جعلني أتحمل المسؤولية مبكرا وفي طفولتي المتقدمة كانت تصرفاتي أكبر من عمري”.
لم يكن خالد الحربان من الشخصيات التي تقبل الهزيمة أو تسمح للظروف القاسية أن تقف عائقاً بينه وبين طموحاته في أن يكون أحد الذين يحدثون أثراً في الكون من حوله ؛ فعندما وقف نقص المال بينه وبين تحقيق رغباته في فترة شبابه اشترى سيارة ليعمل عليها ويتكسب منها ويسدد أقساطها وهو لا يجد حرجاً في أي يروي هذه القصة على الملأ لتكون درساً للأجيال من بعده فيقول في حوار صحفي له : ” في عام 1959 أردت أن أجاري أصدقائي في بداية سن الشباب وفكرت في شراء سيارة ولم يكن معي إلا مبلغ قليل لا يذكر تركه لي والدي رحمه الله وما كان يغطي قسطا واحدا وبالفعل اشتريت سيارة وعملت عليها في الصيف “تاكسي” من الساعة الرابعة فجرا حتى منتصف الليل وفي أيام الدراسة أغير لون “التاكسي” وأستخدم السيارة الخصوصي خجلا من زملائي وفي خلال خمسة أشهر استطعت أن أغطي قسط السيارة بالكامل “.
المعلّق خالد الحربان والمستطيل الأخضر
عرف خالد الحربان طريقه إلى المستطيل الأخضر مبكراً إذ كلا لا يزال يدرس في المرحلة الابتدائية ومنذ ذلك الوقت لم تنقطع علاقته به فبدأ كحارس مرمى في منطقة “الفريج” لفرق من الشباب الذي يكبرونه سناً ثم ترك هذا المركز بناء على نصيحة خاله ليلعب في منطقة الدفاع حيث عرف عنه القوة في الالتحام والقدرة على إيقاف المهاجمين .
في فترة لاحقة تم اختياره ليكون لاعباً أساسياً في فريق المدرسة ليفتح له هذا الأمر الباب ليكون عضواً في منتخب المدارس الذي كان المنصة التي انطلق منها ليأخذ فرصته مع منتخب الكويت في الفترة من 1961-1963 م .
خالد الحربان والدراسة الأكاديمية
تلقى الإعلامي الرياضي اللامع “خالد الحربان” تعليمه الأساسي بمدارس الكويت متنقلاً بين مدارس “النجاح” و “الصديق” وثانوية “كيفان” ثم اختار أن يصقل هواياته الرياضية بالدراسة الأكاديمية المتخصصة فالتحق بمعهد التربية البدنية في جامعة حلوان في جمهورية مصر العربية مما كان له أثره في إتساع خلفيته الثقافية وخبراته الرياضية .
محطات وظيفية في طريق الإعلامي خالد الحربان
عقب انتهاء دراسته بالقاهرة عاد خالد الحربان مجدداً لدولة الكويت ليعين مدرساً للتربية البدنية في مدرسة “حولي” المتوسطة ثم انتقل الى مدرسة كيفان ، ترقى الحربان في المناصب داخل المنظومة التعليمية حيث تولى رئاسة قسم الاذاعة المدرسية في ادارة النشاط المدرسي كما عين مراقبا ثم مديرا لإدارة النشاط المدرسي بوزارة التربية حتى تقاعده عن العمل .
أما المناصب الإدارية داخل الحقل الرياضي فقد عمل مدرباً رياضياً في مدرسة “حولي” الرسمية و “النادي العربي” قبل أن يشغل منصب أمين السر في الاتحاد الكويتي لكرة القدم لمدة سنتين ثم منصب رئيس الاتحاد حتى 1982م .
كما تولى منصب رئيس الاتحاد الكويتي لكرة اليد لمدة أربعة عشر سنة و رشح كأمين عام اللجنة الاولمبية الكويتية في فترة تولي الشيخ فهد الأحمد الصباح رئاسة اللجنة وهو الرئيس الفخري للجنة المعلقين الرياضيين المنبثقة عن الاتحاد الخليجي للإعلام الرياضي.
خالد الحربان والإعلام الرياضي
بدأت علاقة خالد الحربان بالإعلام بصفة عامة عندما أختير لتقديم البرامج الطلابية إبّان عمله بالتدريس حيث إستمر في تقديمها لأكثر من خمسة عشر عاماً متواصلة ثم سعى بعدها ليكون معلقاً رياضياً معتمداً وذلك في عام 1967م .
كانت دورة كأس الخليج في نسختها الأولى في البحرين عام 1970 م هي النافذة الأولى التي حملت صوت خالد الحربان إلى المستمعين في الخليج العربي ؛حيث كانت المباريات تذاع على أثير الإذاعة فيذكر في أحد حواراته :” في النسخة الأولى كانت تنقل المباريات من البحرين عبر الراديو، بينما بدأ النقل التلفزيوني في النسخة الثانية في الرياض 1972، وكان يتم النقل بتسجيل الصوت في جدة ودمجه مع الصورة التي كانت تأتي من الرياض ويتم إرسال الشريط على وجه السرعة لعرض المباراة في اليوم التالي بتلفزيون الكويت. “وقد ساعدت الظروف خالد الحربان في تقريبه إلى الجمهور الخليجي فقد كان المعلق الخليجي الوحيد بين أربعة من المعلقين العرب في هذه الدورة .
في العام 1996 م انتقل خالد الحربان إلى إحدى المحطات الفضائية التي احتكرت صوته لمدة ثلاثة عشر عاما عاد بعدها ليشارك جمهوره ومتابعيه عبر عددٍ من القنوات و المحطات الأخرى .
طرائف الحربان
عُرِف خالد الحربان بتلقائيته و تعليقاته الطريفة داخل الوسط الرياضي وقد اشتهر عنه اطلاق الألقاب على بعض النجوم المميزين حتى اشتهروا بها وصارت ملاصقة لأسمائهم .
فهو من أطلق على جاسم يعقوب لقب المرعب بالإضافة إلى (الرأس الذهبي أبو العطاء السخي)،ووأطلق على فتحي كميل لقب الفارس الأسمر ،و عبد العزيز العنبري لقب المخلص ،ومرزوق سعيد لقب الصخرة السوداء ،و ناصر الغانم (المهندس)،ومؤيد الحداد (الصانع البديل الناجح)،و عبد العزيز حسن (عزيز يا عزيز)،و وليد نصار (وليدي عشرة).
كما يحكي أيضا أنه أثناء مونديال المكسيك عام 1986 م انقطع التيار الكهربائي أثناء تعليقه على إحدى المباريات مما أدى إلى غرق الأستوديو في الظلام وتوقف الجميع عن العمل إلا أنه ظل يعلق منفرداً متخيلاً أحداث المباراة حتى عاد التيار الكهربائي مرة أخرى مبرراً ذلك بأنه كان يخشى الخروج عن الحالة المزاجية للتعليق.
أما أغرب الأمور التي تروى عن خالد الحربان فهو ابتكاره لشخصية “الدمبوشي” التي كان يستخدمها لتحفيز لاعبي منتخب الكويت والإيحاء النفسي لهم بأنهم سيفوزون في المباريات فيحكي أنه طلب قبل مباراة كوريا الجنوبية في النهائي “فانلة” كابتن الكويت سعد الحوطي وقام تبخيرها ليعود بها ويسلمها للحوطي ويطلب منه ارتداءها بعد الإحماء لإيهامه وزملائه بأن المباراة محسومة للكويت حسب رأي “الدمبوشي” وصادف أن كان الحوطي صاحب أحد الأهداف الغريبة في المباراة وتم تصديق حكاية “الدمبوشي” من قبل البعض رغم أنها شخصية من وحي خيال الحربان.
تكريم خالد الحربان
شهدت حياة خالد الحربان الحافلة بالنشاط و الإنجازات عدة مناسبات للتكريم فقد تم تكريمه في دورات الخليج (16) و(17) و(18) منذ عام 2004 إلى 2007،كما تم تكريمه في اليوم الأولمبي عام 2007 في الكويت، وكذلك تم تكريمه من الشيخ عبد الله الحمدان في فندق الموفمبيك بالكويت عام 2009 وقد حضر الحفل جمع من النجوم والقيادات الرياضية على مستوى الوطن العربي .