ملك الكرة الكويتية اللاعب فيصل الدخيل

 

فيصل الدخيل قدم الكثير لكرة القدم الكويتية وشرّف ألوان بلاده في الكثير من المحافل الدولية لاعب من طينة الكبار وفنان من الدرجة الأولى لطالما أثبت أنه رجل المناسبات الكبيرة

 

كرة القدم الكويتية أنجبت العديد من النجوم الذين حلقوا بها عاليا في سماء الخليج والقارة الآسيوية والمونديال، وعندما نقول كأس العالم يتبادر لأذهاننا أبرز نجوم المنتخب الكويتي عام 1982 بإسبانيا.

إنه المخلص لنادي القادسية فيصل الدخيل من أشهر اللاعبين في عالم كرة القدم في العالم العربي وخاصة في الكويت والخليج ، قدم الكثير لكرة القدم الكويتية وشرّف ألوان بلاده في الكثير من المحافل الدولية، نال العديد من الألقاب فرديا ومع نادي القادسية ومنتخب بلاده، لاعب من طينة الكبار، فنان من الدرجة الأولى لطالما أثبت أنه رجل المناسبات الكبيرة، عرف بأخلاقه العالية وإخلاصه الكبير ، واستطاع أن يكسب حب واحترام وإعجاب المحيطين والمقربين منه بخصاله الحميدة وحسن المعاملة من جهة وبإبداعه وتميزه فوق الميادين من جهة أخرى.

لاعب منتخب الكويت فيصل الدخيل
لاعب منتخب الكويت فيصل الدخيل

بدايات فيصل الدخيل وأهم المحطات خلال مسيرته الرياضية

ولد فيصل الدخيل بتاريخ 13 أغسطس 1957 في الكويت، وهو أصغر أفراد عائلته التي كانت ميسورة الحال، فقد كان والده صاحب أعمال تجارية ، ظهرت موهبة الدخيل الفذة في كرة القدم منذ صغره، لكنه لم يكن يتخيل أن يصل إلى النجومية من خلال هذه اللعبة، فقد كان يمارسها من أجل المتعة فقط، وبداية بروزه كلاعب كانت من خلال مشاركته مع فريق مدرسته الإبتدائية قبل أن ينخرط عام 1969 مع فريق الأصاغر بمركز شباب القادسية تحت قيادة المدرب علي نجف حارس مرمى نادي العربي سابقا،  وقد اكتشفه صديق أخيه الأكبر عبد الله ومثله الأعلى اللاعب عثمان العصيمي حيث أنضم عام 1971 إلى فريق الأشبال بنادي القادسية وهو النادي الذي كان فيصل الدخيل وفيا له وتقمص ألوانه طيلة مشواره الرياضي ، ودربه الإنجليزي رول لوبن مدة موسم ونصف ليلتحق بصفوف الفريق الأول ويكمل بقية الموسم كلاعب احتياطي.

لعب فيصل الدخيل أول مباراة رسمية له عام 1973 حين شارك كأساسي مع فريقه في مواجهة فريق كاظمة وكانت هذه المباراة بمثابة نقطة تحول كبيرة في مسيرته الرياضية، وفتحت له كثيرا من أبواب النجاح والنجومية، بداية من انضمامه للمنتخب الكويتي الأول.

وعانى اللاعب الكويتي كثيرا في محاولة منه للتوفيق بين دراسته وتدريباته، فقد كان يتوجه للتدريبات مباشرة بعد خروجه من المدرسة وهذا ما كان يصيبه بالتعب والإرهاق، وحاول والده كثيرا اقناعه بالإبتعاد عن كرة القدم والتفرغ للدراسة وللأعمال التجارية ، لكن حبه وشغفه للكرة وعشقه لميادينها كان قويا، وهذا ما جعله يبقى صامدا أمام الظروف الصعبة التي عايشها في بداية إحترافه وخاصة في مواجهة التنديدات الغاضبة التي كان يسمعها من الجماهير خلال دورة آسيا للشباب عام 1975 في دورتها السابعة عشر بعد أداءه المتواضع وفشله الذريع في المباريات التي دخل أساسيا فيها.

لم يستسلم فيصل الدخيل وتمرّن بجدية وإنضباط مع المدرب الكبير زاغالو صاحب الفضل الكبير في تطوير مهارات الدخيل الذي تمكن من كسب ثقة الجمهور مرة أخرى بعد تألقه الكبير في دورة الخليج الرابعة عام 1976 أين أظهر  إمكانيات كبيرة ومستوى رائع، حيث سجل ثمانية أهداف كاملة (هدفين في مرمى المنتخب القطري، هدفين أمام المنتخب العماني، هدف ضد العراق، وهدفين في مواجهة المنتخب السعودي) واحتل المركز الثاني في قائمة هدّافي الدورة مناصفة مع اللاعب العراقي علي كاظم وأحرز اللقب رفيق دربه وزميله في المنتخب النجم جاسم يعقوب بفارق هدف واحد.

 

ما حققه مع نادي القادسية

حقق فيصل الدخيل مع نادي القادسية أربعة بطولات في الدوري الكويتي وأربعة كؤوس كان آخرها في موسم اعتزاله سنة 1989، وسجل 30 هدفا في الدوري الكويتي موسم 1979/1980 بفارق هدف واحد عن زميله جاسم يعقوب.

 

فيصل الدخيل يرفع كأس آسيا مع محبوب جمعة
فيصل الدخيل يرفع كأس آسيا مع محبوب جمعة

مسيرة فيصل الدخيل مع منتخب الكويت الوطني

شارك فيصل الدخيل في دورة الألعاب الأولمبية الصيفية لسنة 1980 وكان له الفضل الكبير في وصول منتخب بلاده إلى الدور الربع نهائي، حيث تألّق في كل المباريات وخاصة في المواجهة التي جمعتهم مع منتخب نيجيريا أين كان فيصل نجم المباراة الأول بتسجيله لثلاثة أهداف كاملة  حيث انتهى اللقاء بنتيجة (3 – 1).

أهم إنجاز حققه الدخيل كان بمشاركته مع منتخب الكويت في نهائيات كأس العالم سنة 1982 بإسبانيا حيث خطف كل الأضواء بعد تسجيله أول هدف كويتي في تاريخ كأس العالم ضد تشيكوسلوفاكيا، ونال بعدها شهرة واسعة لا تزال ترافقه ليومنا هذا و أصبح اسمه مقرونا بالهدف الذي أحرزه في المونديال .

إعتلى فيصل الدخيل منصة التتويج مع منتخب بلاده ثلاث مرات في منافسة كأس الأمم الآسيوية وذلك خلال المواسم التالية (1976 ، 1980 ، 1984) وفي 1976 بطهران وصلت الكويت إلى الدور النهائي ، ومن ثم فازت على أرضها في عام 1980  وإحتلت المركز الثالث في عام 1984.

بالنسبة للمنافسة على كأس الخليج العربي  والتي كانت الكويت ملكتها، شارك الدخيل في أربع دورات بداية من الدورة الرابعة مع المدرب الكبير ماريو زاغالو والتي احتضنتها الدوحة عام 1976 وفاز فيها الكويتيون بلقبهم الرابع على التوالي ، واستطاع فيصل تسجيل ثلاثة أهداف فيها ، لكن الدورة الخامسة ببغداد عام 1978 لم تكن كسابقاتها وحل المنتخب الكويتي ثانيا ، وشهدت الدورتبن التاليتين عامي 1980 و1982 غياب الدخيل، لكنه استطاع أن يخطف اللقب مع زملائه في الدورة الثامنة والتي استضافتها البحرين عام 1984 وقدم فيها أداء متميزا وأهدافا رائعة، ثم شارك في آخر دورة له عام 1986 بالرياض ليختتم بعدها سلسلة مشاركاته في هذه المنافسة.

أستدعي فيصل الدخيل عام 1982 من قبل الإتحاد الدولي لكرة القدم وتحت إشراف المنظمة العالمية لليونيسيف للمشاركة مع منتخب النجوم ضد منتخب أوروبا في المباراة الخيرية التي أقيمت في الولايات المتحدة الأمريكية  وكانت هذه المشاركة كتأكيد على شهرته الواسعة وانتمائه لنجوم عالم الكرة المستديرة وعرفانا لما قدمه لكرة القدم، وهو شرف كبير للاعب ولبلاده.

 

فيصل الدخيل مع نجوم المنتخب الكويتي في السبعينات
فيصل الدخيل مع نجوم المنتخب الكويتي في السبعينات

انجازاته مع المنتخب العسكري

شارك فيصل الدخيل في دورة كأس العالم العسكرية في عام 1979 مع منتخب بلاده واحتلوا المرتبة الثالثة بعد انتصارهم على منتخب النمسا أين سجل الدخيل هدفين في مرماهم.

 

نهاية مسيرته كلاعب

بعد مشوار كروي طويل مكلّل بالكثير من الإنجازات المتميزة علّق فيصل الدخيل حذاءه الرياضي عام 1989 واختار المباراة التي جمعت فريقه القادسية مع فريق الأهلي المصري لتكون مباراة اعتزاله، وكان أجمل اعتزال حيث قدم الدخيل مباراة رائعة من لاعب أروع واستطاع ملك الكرة الكويتية أن يفتتح باب التسجيل بعد توقيعه لهدف رائع أحرزه من ضربة صاروخية اخترقت شباك الحارس المصري ثابت البطل.

يعتبر فيصل الدخيل واحدا من أفضل لاعبي كرة القدم في تاريخ الكويت وقد صنّفه الإتحاد الآسيوي ضمن قائمة أفضل 30 لاعبا آسيويا في القرن مع كل من ماجد عبد الله، سعيد العويران وفهد الهريفي السعوديين.

انجازات هذا النجم فيصل الدخيل وتألقه مع نادي القادسية ومنتخب الكويت جعل رئيس الإتحاد الكويتي السابق لكرة القدم فهد الأحمد يطلق عليه لقب ملك الكرة الكويتية وكان جديرا ومستحقا لهذا اللقب.

 

توجهه إلى التحليل الفني

بعد مسيرته الكروية الشيقة لم يشأ فيصل الدخيل الإبتعاد كثيرا عن كرة القدم، حيث انتقل إلى التحليل الفني، وهو اليوم من أبرز المحللين العرب الذين تتمنى كل القنوات الفضائية الرياضية التعاقد معه.

أضف تعليق