النوخذه محمد ثنيان الغانم أحد أبرز نواخذة الكويت وسياسييها وتجارها على حد سواء، فقد كان مالكا لأحد أكبر السفن في الكويت، كما أنه كان عضوا في المجلس التشريعي عن دورة 1937م، عرف عنه كرمه وعطائه وحكمته، إلى جانب كونه مرجعا تاريخيا هامًا عن أحوال البحر وأهله.
ما هي أبرز الأحداث في حياة النوخذه محمد ثنيان الغانم؟
ولد النوخذه محمد ثنيان الغانم عام 1882م في منطقة القبلة، وتعلم هناك مبادئ القراءة والكتابة وقد تتلمذ على يد الشيخ عبد اللطيف بن عمر، وعندما أصبح في الثانية عشر من العمر انطلق إلى البحر، وذلك يوم كان خاله النوخذه صقر العبد الله صقر قبطانا عليه، وخلال ثلاث سنوات أصبح هو نوخذة على السفن، ليبحر بين الهند والكويت.
خلال عشر سنوات وعندما أصبح النوخذه محمد ثنيان الغانم في الخامسة والعشرين من العمر، تسلم هو زمام الأمور وأصبح أحد النواخذة الذين يشار إليهم بالبنان، حيث استلم تجارة أخواله وأصبح وكيلا عليها في الهند، وقد اكتسب هناك المعرفة والخبرة العملية في تجارة البضائع من وإلى الهند.
عمل النوخذه محمد ثنيان الغانم في التجارة مع أخيه ثنيان ثنيان الغانم، وقد ازدهرت تجارتهما سوية بشكل متسارع، وأصبح الأخوين محمد وثنيان مرجعا تجاريا وبحريا لتجار ونواخذة الكويت، ونتيجة لذلك كان من الضروري توسعة أعمالهما، لكن حتى تزدهر التجارة البحرية يجب توفير سفينة ضخمة لحمل الأطنان من البضائع، لذا قررا بناء سفينة ضخمة أحضروا خشبها من الهند.
في عام 1937 طلب النوخذه محمد ثنيان الغانم من صانع السفن محمد عبد الله الاستاد ، أن يقوم له بتصميم أكبر سفينة في الكويت، وبالفعل تم تصميمها وبناؤها وأطلق عليها “المهلب” نسبة إلى المهلب بن أبي صفرة، وقد أصبح النوخذة حسين عبد الرحمن العسعوسي قبطانا على المهلب.
بعد عدة سنوات انفصلت تجارة النوخذه محمد ثنيان الغانم عن أخيه وأشرك ولده عبد اللطيف، الذي استلم وزارة الصحة سنة 1964، وفي عام 1966 ظهر النوخذه محمد ثنيان الغانم على تلفزيون الكويت في مقابلة تحدث فيها عن التاريخ الكويتي وفنون الملاحة والعلوم البحرية بشكل عام، اعتبرت مقابلة ناجحة تم توثيق أحداث تاريخية هامة فيها.
توفي النوخذه محمد ثنيان الغانم بعد عدة أشهر من تلك المقابلة رحمه الله وجعل مثواه الجنة.