وطن آل صباح الأصلي
هناك إختلاف في تحديد وطن آل الصباح الأصلي الذي كانوا فيه زمن صباح الأول جدهم الأكبر فقيل كانوا في نجران، وقيل بل تحدروا من خيبر، والصحيح أنهم كانوا في الهدار من مقاطعة الأفلاج في نجد. أما سبب هجرتهم منها فهو غير معروف ولكن من المحتمل أن يكونوا تركوها قسرا بسبب أ\ى حصل لهم من بعض قبائل المنطقة وإحتمال أن يكون السبب طموحهم إلى الاستقلال بالحكم .
البلاد التي مر عليها آل الصباح قبل الكويت
مروا بقطر واستوطنوها تحت ظل حكامها إذ ذاك آل مسلم ولكن أحدهم قتل رجلاً من أهلها سمع منه سخرية به واستهزاء فحل عليهم غضب حكامها الذين أوجسوا منهم خيفة وخشوا استفحال أمرهم فأمروهم بمغادرة البلاد والنزوح عنها. وقد لبى آل الصباح وإخوانهم الطلب وأودعوا أموالهم والعزيز لديهم سفناً شراعية ثم ساروا بها ضاربين عرض البحر وطوله.
أما آل مسلم فجهزوا بعد ذلك خلفهم سفناً أخرى وساروا يقتفون أثرهم، ولا نعلم ما الذي دفعهم إلى إفلاتهم أولاً ومطاردتهم أخيراً، ومهما يكن فإنهم أدركوهم في رأس تنورة وعندما أبصرهم آل الصباح مقبلين وعلموا بما يريدون نزلوا إلى البر واستعدوا للقتال وجرى بين الفريقين قتال شديد كان النصر فيه حليف آل الصباح ولم يؤثر هذا النصر في عزمهم وزهدهم في سكن قطر، فساروا، قيل ميممين (قيساً) من بلاد فارس، وقيل ذهبوا الى المخراق ولكن لم يطب لهم المقام فتحولوا الى الصبية وهي أرض واقعة شمال الكويت الشرقي وتبعد عنها نحو ستة عشر ميلاً وكان حظهم فيها حظهم في سواها فهجروها ونزلوا الكويت كما تقدم.
ويقال في سبب تحولهم عن المخراق أن الحكومة العثمانية طردتهم منه لما كانوا يقومون به من السلب والنهب وقطع الطريق في هاتيك الجهات. ، أما تركهم الصبية فيقال هو من الحكومة العثمانية أيضا فتركوا أرض الصبية وإستقروا في أرض الكويت التي هي في حماية ابن عريعر إذ ذاك.
المصدر :
كتاب تاريخ الكويت للكاتب المؤرخ عبد العزيز الرشيد