إن المكان الأمثل للتعرف على مساجد الكويت التاريخية، يبقى كتاب تاريخ الكويت للمؤرخ الكبير عبد العزيز الرشيد، فقد أفرد في كتابه فصل كامل للتحدث عن هذه المساجد.
أظهر المؤرخ وجود خمسين مسجد في الكويت في الفترة التي كان يتحدث عنها الكتاب ، وأشار الى أن 12 مسجداً منها فقط، كانت تقام فيها صلاة الجمعة، وعلى الرغم من عدم تحديد أقدم هذه المساجد بالضبط، لكنه قال أنها أحد مساجد ثلاثة هي مسجد ابن بحر، ومسجد آل خليفة ومسجد العدساني، كما أنه أوضح أن كل المساجد المذكورة هي لأهل السنة والجماعة، في حين لم يكن هناك سوى ثلاثة مساجد للشيعة ، وأعطى الكاتب نبذة عن بعض المساجد الحيّة في الفترة ومنها :
مسجد مبارك
ويقع المسجد في حي “الجناعات”، أما سبب تسميته بهذا الاسم فتعود الى شخص اسمه مبارك، وهو ينتمي لآل خليفة حكام البحرين، كما قيل انه ينتمي لآل فاضل.
ومن مواصفات المسجد وجود أرض واسعة أمامه اسمها “راحة مبارك”، وفيه بئر ماء، كان عامة الناس يعتقدون أن ماء هذا البئر تشفي كل من يستحم بها من الأمراض (علماً أن هذا الاعتقاد خاطئ بكل تأكيد).
مسجد آل خليفة
وأطلق عليه هذا الاسم نسبة لآل خليفة حكام البحرين الذين أقاموا في الكويت لفترة، ويطل هذا المسجد على شاطئ البحر، وبعد ان كان مسجداً صغيراً، قام مبارك الصباح في زمن السلطان عبد الحميد بزيادة مساحته بشكل كبير، كما أنه أسماه “مسجد الحميدي” نسبة الى هذا السلطان، وقد أصبح هذا المسجد بعد التوسعة من المساجد التي تقام فيها صلاة الجمعة.
مسجد ملا صالح
وقد تمت تسميته بهذا الاسم نسبة الى الشخص الذي بناه الكريم المفضال ملا صالح بن محمد الملا، والذي أسسه في سنة 1338هـ (1919م)، وقد أنفق عليه مبالغ كبيرة، ويعتبر هذا المسجد المبني في حي “الصالحية” من أهم مساجد الكويت التاريخية، حيث تمّ وضع أول حجر في أساسه من الجهة الشمالية من قبل الشيخ سالم الصباح.
مسجد آل يعقوب
يقع المسجد في الحي القبلي، وتمت تسميته نسبة الى زعيم عائلة آل يعقوب المعروفة بالكويت، وقد أشار المؤرخ عبد العزيز الرشيد الى أحقية تسميته “مسجد آل خالد”، وذلك لأن من دفع الكثير من الأموال على إصلاحه ومنحه الكثير من الجمال والبهاء، هو زعيم آل خالد الأكبر “الحاج المكرم حمد الخالد”، الذي أصلح المسجد في عام 1342هـ (1923م)، وغيّر في شكله نحو الأفضل وأحدث به تغييراً عظيماً.
مسجد بوابة الهجرة
وهو من المساجد التي قامت دائرة الاوقاف العامة الكويتية بتأسيسه في عام 1374هـ (1955م)، وذلك بتكاليف كبيرة وصلت الى 103321 روبية هندية (العملة التي كانت متداولة في الكويت حينها).
مسجد العدساني
وقد سمي بهذا الاسم نسبة الى من قام بتشييده (وهو من القضاة السابقين في الكويت)، وبعد أن كان مسجداً صغيراً قام محمد بن عبد الوهاب بن ابراهيم بتوسعته بشكل كبير، حتى بات من أكبر مساجد الكويت التي تقام فيها صلاة الجمعة.
مسجد السوق
أطلق على هذا المسجد اسم مسجد السوق لأنه يتوسط السوق، وبعد أن كان مسجد صغير قام يوسف البدر بداية من عام 1253هـ (1837م) بزيادة مهمة على حجمه، كما بني الى جانبه مدرسة خاصة بتعليم القرآن الكريم، وقد اعتنى بالتعليم في هذه المدرسة العلامة المرحوم الشيخ محمد بن فارس.
مسجد هلال
قام عزران الدماج بتأسيس المسجد في حي العوازم، ليقوم بعد ذلك أثرى رجل بالكويت هلال المطيري بتوسعته وصرف أموال طائلة عليه، حتى بات من اضخم وأفخر مساجد الكويت، التي أوقفت عليها الكثير من الحوانيت والبيوت، وبات بعد ذلك من المساجد التي تقام فيها صلاة الجمعة.
وقد أشاد المؤرخ عبد العزيز الرشيد بإحسان هلال المطيري في تحسين هذا المسجد، لكنه أسِف الى أن هذا الثري الكبير لم يهتم بمدارس الكويت ومعارفها ولم ينفق عليها، علماً أن الانفاق على العلوم والمعارف يعتبر كالإنفاق في سبيل الله، حتى انه أهم من بناء المساجد لأن العبادة لن تفيد مع الجهل.
مسجد سرحان
أطلق على هذا المسجد الواقع في حي الوسط هذا الاسم نسبة الى إمام المسجد، وهو العالم المالكي الشيخ سرحان، الذي كان يدّرس الفقه في المسجد.
مسجد آل نصف
ذكر كتاب تاريخ الكويت بأن هذا المسجد يتوسط الحي الشرقي، وبأن من قام بتأسيسه أحد رجال آل بطي (إحدى العائلات التي كانت معروفة بالكويت سابقاً)، وفي سنة 1284هـ (1867م) قام راشد آل نصف بتوسيعه، وبعد التوسعة بدأت صلاة الجمعة تقام فيه.
وقد أشار المؤرخ عبد العزيز الرشيد الى أن آل منصف هم أحد أفرع (الجلاهمة) الذين هاجروا الى الكويت رفقة آل الصباح.
مسجد آل بدر
وقد أسس في الحي القبلي سنة 1315هـ (1897م) من قبل الحاج ناصر البدر، ليكون أحد المساجد التي تقام فيها صلاة الجمعة، أما الإمام والخطيب الاول في المسجد فقد كان الشيخ الفاضل عبد الله الخلف الدحيان، وفي سنة 1328هـ (1910م) وسعت مساحة المسجد بأمر من الشيخ مبارك الصباح.
المصدر :
كتاب تاريخ الكويت للكاتب المؤرخ عبد العزيز الرشيد