مواسم الغبار في الكويت وآلية تأثيرها على الرئتين

تُشكِّل الرئة الجزء الرئيسي من جهاز التنفس، وهي المسؤولة عن نقل الأوكسجين من الهواء إلى الدم، وأخذ ثاني أكسيد الكربون منه.

مواسم الغبار والجو الصحراوي الذي يغلب على الكويت, يفرض على المواطن الكويتي العديد من المشاكل الصحية على مستوى جهاز التنفس. سنناقش معاً في هذا المقال آلية تأثير الغبار على جهاز التنفس والمشاكل التي يتسبب بها وكيفية الوقاية منها. فلنبدأ بأول سؤال :

 

مواسم الغبار في الكويت وآلية تأثيرها على الرئتين

 

 

ما الذي يحدث عندما نتنفس الغبار؟

 

 تملك الرئتين سلسلة من وسائل الدفاع على طول الجهاز التنفسي .

عندما يتنفس شخص ما تدخل جزيئات الغبار العالقة في الهواء إلى الأنف ، دون أن تصل جميعها إلى الرئتين  يعمل الأنف كفلتر فعّال تُزال فيه معظم الجزيئات الكبيرة وتطرح عبر المخاط والعطاس .

تتمكن بعض الجزيئات الصغيرة من عبور الأنف والوصول إلى الأنابيب والشعب الهوائية المؤدية إلى الرئتين. تدعى هذه الشعب بالقصبات والقصيبات، وجميعها مبطنة بخلايا تدعى الخلايا الظهارية. تقوم هذه الخلايا بإنتاج المخاط الذي يقوم بالتقاط باقي الجزيئات. بالإضافة إلى امتلاكها لأهداب صغيرة تتحرك بشكل أمواج دافعة المخاط نحو الأعلى إلى الحلق حيث يتم التخلص منها بالسعال أو البلع .

يصل الهواء بعدها إلى الحويصلات الرئوية ( أكياس هوائية صغيرة متواجدة في نهاية الشعب الهوائية داخل الرئتين)، مع بعض ذرات الغبار الصغيرة التي استطاعت الهرب من وسائل الدفاع . تملك هذه الحويصلات وظيفة هامة جداً حيث يتم عبرها تبادل الأوكسجين وثاني أوكسيد الكربون ما بين الهواء والدم .

ذرات الهواء التي تتمكن من الوصول إلى الحويصلات يتم مهاجمتها من قبل خلايا تدعى البالعات، التي تعمل على إبقاء الحويصلات نظيفة وبالتالي تملك أهمية كبيرة في حماية الرئتين. تقوم هذه البالعات بالتهام ذرات الغبار ثم تنتقل إلى الطرق التنفسية العلوية ومنها إلى الحلق ليتم التخلص منها. نظام الدفاع الثاني الذي تمتلكه الرئتين هو قدرتها على إنتاج بروتينات تقوم بقتل الجراثيم المرافقة للغبار.

تتخلص البالعات من معظم الغبار الواصل إلى الرئتين, لكن هناك ذرات كبيرة وسامة غير قادرة البالعات على التخلص منها. ويختلف رد فعل الرئتين اتجاه هذه الذرات تبعاً إلى نوعها وحجمها.

يُصنف الغبار إلى نوعين :

  • غبار لا عضوي : ينجم عن الصناعات المعدنية وصقل الأحجار، ومن الأمثلة عليه الساليسا، الأسبستوز والفحم.
  • غبار عضوي : يأتي من النباتات والحيوانات، وهذا النوع بإمكانه أن يحتوي على العديد من المواد السامة بالإضافة إلى الفطور والجراثيم، وبإمكانه أيضاً أن يكون ناجم عن الصناعات كالصباغات والمبيدات الحشرية.

 

ما هي أبرز الأمراض التي يتسبب بها الغبار؟

 

تصنف الأمراض المسببة بالغبار تحت مسمى “تغبرات الرئة”.

تتنوع التغيرات الحاصلة في الرئة تبعاً إلى نوع الغبار . على سبيل المثال, الأذية الناجمة عن التعرّض للساليسا تتميز بحدوث جزر من النسيج المتندب محاطة بنسيج الرئة الطبيعي, وبما أن هذه الجزر مفصولة عن بعضها بالنسيج الطبيعي لا تفقد الرئة مرونتها.

أما على الجهة الأخرى, الأذية المسببة بمواد كالأسبستوز والكوبالت تؤدي إلى حدوث تندب يغطي كامل سطح الطرق الهوائية مؤدياً إلى فقدان مرونة الرئة.

لكن لا تتسبب جميع الأغبرة حدوث نسيج تندبي, على سبيل المثال, تبقى أغبرة الكربون والحديد ضمن البالعات حتى تموت بشكل طبيعي ثم تنتقل إلى بالعات أخرى . وفي حال ازدياد عدد الأغبرة عن عدد البالعات تتجمع هذه الأغبرة ضمن جدران الطرق الهوائية دون التسبب بحدوث أي نسيج تندبي, محدثة فقط أذيات خفيفة ومن الممكن ألا تسبب أي أذى .

بعض الجزيئات الأخرى تنحل في الدم مطلقة مواد سامة بإمكانها أن تصل إلى الدماغ , الكليتين أو أي عضو أخر .

 

كيف يمكننا حماية الرئتين من الغبار ؟

 

يمكننا حماية الرئتين من الغبار عبر إتباع هذة الوسائل:

  •  استخدام المكانس الكهربائية عوضاً عن العادية .
  • المحافظة على نظافة المنزل .
  • استخدام وسائل الحماية الشخصية كالكمامات .
  • الاستحمام بعد العودة من العمل , و عدم ارتداء ملابس العمل داخل المنزل .
  • التخلص بانتظام من النفايات .
  • في حال الاضطرار إلى التعامل مع المواد التي سبق ذكرها , حاول أن تستخدم الشكل الرطب منها عوضاً عن الجاف.

اترك رد