المرسم الحُر في الكويت شاهد على تاريخ الفن كويتي

يُعتَبَرُ المرسم الحر -المعروف سابقاً باسم “بيت غانم”- والواقع في المنطقة الشرق المُطلة على شارع الخليج العربي، وجهةً سياحيةً مرموقةً، وحاضناً لتاريخٍ حافلٍ من الفنونِ وشاهداً ليس على التاريخ المعماري القديم في الكويت وحسب؛ بل على عراقة الفنون المعمارية الكويتية، وخبرة المعماريين في ذلك الوقت أيضاً.

 


تاريخ المرسم الحر في الكويت

بُني المرسم الحر في الكويت عام 1919 ليكون منزلاً لأحد تجار اللؤلؤ الأثرياء في الكويت –جاسم بن محمد الغابر الجبر- وليستمر كذلك حتى عام 1960 ميلادي، شاغٍلاً من الأرض مساحةً تقدر بـ1937 متر مربع؛ وفي عام 1960 ميلادي أصبح المَنزِلُ داراً لرعاية الفنون التشكيلية -ليعرف منذ ذلك الوقت باسم المرسم الحر في الكويت 1960- وبُدءَ العمل عليه بنظام “التفرغ في المرسم”، ليساعد هذا النظام الفنانين المُنتسبين للمرسم على العمل والإنتاج الفني.
انتقلت مُلكية المنزل إلى وزارة الإعلام عام 1972، لتُشرِفَ الوزارة على رعاية العديد من المعارض خارج وداخل الكويت، ثم انتقلت مُلكيته مجدداً إلى إدارة الآثار والمتاحف عام 1979 للميلاد، أما حالياً فهو تابع للمجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب، بوصفه منزلاً للفن.

مدخل المرسم الحر في الكويت
مدخل المرسم الحر في الكويت

دور المرسم الحر في الكويت

بالإضافة لدور المرسم الحُر بكونه شاهداً على التاريخ المعماري الكويتي، وداراً للفنانين الهواة والمحترفين عبر العصور؛ فهو يلعب دوراً هام في الحركة الفنية في الكويت، وذلك عن طريق دعمه لمجموعة من القِطاعات والنشاطات أهمها:
• قِطَّاع النحت (والذي ارتفع شأنه ليصبح علامةً مميزةً للكويت)
• العناية بالطباعة الفنية (الحفر والجرافيك)
• إقامة دورات فنية في الرسم
• إنشاء مكتبة تضم أعمال الفنان الراحل عيسى صقر.
• مُساعدة الفنانين والمهتمين من جمهور وعشاق الفن التشكيلي، على مواكبة ما يدور حولنا من اتجاهاتٍ مُعاصِرة في الفن التشكيلي.
• إنشاء أرشيف خاص بالمرسم الحر (صور فوتوغرافية، شرائح ملونة، أفلام، فيديوهات وكتالوجات).
• التشجيع على إقامة المعارض الفنية ( النحت، الحفر، الجرافيك، التصوير الفوتوغرافي والخزف).

عراقة المرسم الحر في الكويت

دائماً ما تدل الفنون المعمارية في حقبةٍ معينة، على نمط حياة أهل المنطقة في تلك الحقبة. وأهم العلامات التي تُميز تاريخ المنطقة هي البنية المعمارية للمنازل في تلك الفترة، وهنا تأتي أهمية المرسم الحر في الكويت كشاهدٍ على عصر بنائه؛ فبنيته المعمارية ناتجةٌ عن خليطٍ رائع من بساطة البناء، خبرة المعماريين وعراقة التاريخ الكويتي.
وبساطة البناء آتيةٌ من المواد المستخدمة فيه، من صخور البحر، الطين، الجص والرماد. بالإضافة لمواد أخرى كانت تستورد من الخارج مثل: الحصر والعوارض (الجندل) والتي كانت تستخدم لتقوية أسقف غرف المنازل، وكذلك (الباسجيل والقار) الذي تدهن به العوارض لحمايتها من النمل الأبيض.
أما الخبرة والعراقة التي يتحلى بها المرسم، فهي خبرة المعماريين في ذلك الوقت، حيث أن بناء المنزل لم يستند على مخططاتٍ معمارية، بل على معرفة المعماريين التي توارثوها أباً عن جد.

المرسم الحر في الكويت ليلاً
المرسم الحر في الكويت ليلاً

وصف المرسم الحر في الكويت معمارياً

يتكون المرسم الحر في الكويت من دور واحد، يبدأ بباب (مدخل رئيسي) يوجد في الناحية الشمالية الشرقية، يؤدي إلى ممر (دهليز) يمتد حتى الوصول إلى باحة (حوش المنزل) في منتصفها بركة ماء وحولها غرف المنزل.
تتصف جميع غرف المنزل المحيطة بالباحة بأن لها نوافذ تطل على الفناء فقط، ولذلك فإن المرسم الحر ليس لديه أية نوافذ تطل على الخارج، عدا خمسة نوافذ على الواجهة الخارجية لحجرة استقبال الرجال، ذات عتبات منخفضة وعقود مرتفعة تطل على شارع الخليج، ومن بعده مياه الخليج العربي؛ لتعطي المرسم طابعاً جمالياً خاصاً.

صورة للنوافذ الخمسة على الواجهة الأمامية
صورة للنوافذ الخمسة على الواجهة الأمامية

لزيارة المرسم الحر في الكويت

العنوان: مدينة الكويت شارع الخليج العربي مقابل سوق شرق
للاتصال: 22416549
خريطة المرسم الحر في الكويت:

Shares

أضف تعليق

Shares