الشيخة الدكتورة سعاد محمد الصباح شاعرة الكويت

 كثيرون هم المبرزون والمبدعون من أبناء الأسرة الحاكمة في الكويت ، إلا أن الدكتورة سعاد محمد الصباح تعتبر بحق إضافة حقيقية للقبها الأميري وليس العكس .

ويكاد الناس يجمعون على أصالة موهبتها الشعرية، وتميزها وصدقها كمكافحة ومدافعة عن الحقوق في بلادها ، وكإمرأة مواطنة تتمتع بمحبة باذلة باذخة لوطنها  دولة الكويت ولإقليمها العربي وللعالم أجمع .

ولدت الدكتورة سعاد الصباح في 22 مايو 1942 في مدينة الزبير بإقليم البصرة العراقي ، و أبوها  الذي ولد هناك أيضا ً الشيخ محمد الصباح حمل اسم جده حاكم الكويت في نهاية القرن التاسع عشر ، إذ هاجرت الأسرة خارج الكويت بعد مقتل محمد الصباح الجد ، وحرص والد الدكتورة صباح على تعليمها القراءة والكتابة حتى قبل دخولها المدرسة ما غرس في وجدانها عشق الكلمة والتعبير .

الشاعرة سعاد الصباح
الشاعرة سعاد الصباح

إنتماء الشاعرة سعاد الصباح

   تنتمي سعاد الصباح إذن للعائلة الكويتية المالكة أما من جهة أمها فتنحدر من عائلة الثاقب التي ساهمت بنصيب وافر في تاريخ الخليج وسكنت في نجد بالسعودية والزبير بالعراق، بجانب إقامتها المستمرة في الكويت ، تقول سعاد الصباح عن والدتها الشيخة شيخة أحمد الثاقب أنها (علمتني أن أكون سيدة نفسي فكانت تجعلني أعمل كل شيء بنفسي رغم أني بنتها الوحيدة).

  تنقلت  سعاد  بين مدارس الجبير والبصرة  إلى أن عادت الأسرة للكويت في أواسط الخمسينات حيث انخرطت في مدرسة إعدادية شديدة الصرامة اسمها الخنساء وبدأت تكتب الشعر وهي في عمر 13 أو 14 سنة.

  على الرغم من انتمائها للعائلة المالكة، و زواجها من أحد أبناء الشيخ الصباح مؤسس الكويت الحديثة، و تخصصها في العلوم السياسية ونيلها درجة الدكتوراة في ذلك إلا أن الشعر صار هو المعرّف الأساسي للدكتورة سعاد الصباح فما إن تذكر هي إلا ذكر هو،  وما إن يكون الحديث عن شاعرة عربية معاصرة إلا وقفزت صورتها واسمها إلى واجهة التذكر ضمن أربع أو خمس قامات على الأكثر ، وانشغلت بالسياسة للدرجة التي وصفت فيها نفسها بأنها سمكة سياسية لا تستطيع الحياة خارج البحر السياسي ، وظلت الشئون السياسية المباشرة واحدة من أهم شواغلها طيلة الحقب المتعاقبة على الرغم من أنها بدت زاهدة في ممارسة ذلك الاهتمام من خلال مناصب سياسية مع أنه في وسعها أن تفعل.

الشيخة سعاد الصباح
الشيخة سعاد الصباح

سعاد الصباح رائدة النهضة النسوية الكويتية

   استطاعت سعاد الصباح أن تقدّم من خلال كتاباتها واهتماماتها نموذج المرأة العربية المثقفة بلا إفراط أو تفريط فهي تدعو بلا كلل ولا ملل إلى إعطاء المرأة العربية المزيد من الحقوق والحريات على الدوام وظهرت بالفعل كذلك في سلوكها وثيابها العصرية، وحضورها منتديات ومجالس رجالية مع زوجها -في وقت لم يكن فيه كل ذلك طبيعيا ولا مقبولا لدى مجتمع الكويت الذي يسوده تيار محافظ.

في وقت لاحق وبعد أن تغير الحال بشكل كبير لصالح المرأة والحداثة والحرية ،  اختارت سعاد الصباح أن تظهر بصورة السيدة الوسطية التي تواصل اجتهاداتها وبذلها وتحافظ مع ذلك على ارتداء حجابها الذي تقول عنه أن مدخله النفسي  لديها هو “حرية التحجب” وتعتبر سعاد الوحيدة تقريبا من رائدات النهضة النسوية الكويتية التي جمعت بين هذين الحسنيين.

الشاعرة سعاد الصباح تلقى إحدى قصائدها
الشاعرة سعاد الصباح تلقى إحدى قصائدها

دواوين وإصدارات الشاعرة سعاد الصباح

أصدرت سعاد الأحمد الصباح العديد من دواوين الشعر لعل أهمها:

  • ومضات باكرة– 1961 م
  • لحظات من عمري– 1964
  • أمنية – 1971
  • إليك يا ولدي -1982
  • فتافيت امرأة – 1986
  • في البدء كانت الأنثى – 1988
  • حوار الورد والبنادق – 1989
  • برقيات عاجلة إلى وطني -1990
  • آخر السيوف – 1991
  • قصائد حب – 1992
  • امرأة بلا سواحل – 1994
  • خذني إلى حدود الشمس – 1997
  • القصيدة أنثى والأنثى قصيدة – 1999
  • الورود تعرف الغضب – 2005

أما عن إصداراتها خارج الإطار الشعر ي فقد أصدرت مجموعة مقالات في كتاب بعنوان (هل تسمحون لي أن أحب وطني) في سنة  1990، وكتاب (صقر الخليج عبدالله مبارك الصباح) الذي توثق فيه لزوجها الراحل ، وكتاب (مبارك الصباح مؤسس دولة الكويت الحديثة) وغيرها.

بخصوص كتابها (مبارك الصباح مؤسس دولة الكويت الحديثة) يذهب بعض الملمّين ببواطن الأمور إلى أن سعاد الصباح بذلت فيه جهدا هائلا، ضغطت أثنائه على فرديتها لصالح وطنها وأسرتها الصغيرة على حد سواء ،  وبالجملة فإن حياتها تمثل أنموذجا للانسان الذي تتبدّى له سعادة زائفة في الملك والجاه والسلطان فيختار بديلا عنها سعادة أخرى تقوم على التحقق والبذل والإيثار.

امتد نشاط الدكتورة سعاد الصباح خارج الكتابة، واختارت مجال النشر كحقل مهني واستثماري، فأنشأت دار سعاد الصباح للنشر والتوزيع في 1985م، وأدارتها بطريقة مختلفة حيث قامت بمشروعات فيها قدر كبير من المغامرة ،  إذ قامت مثلا  بنشر كل أعداد مجلة الرسالة المصرية لأحمد حسن الزيات التي كانت قد صدرت في الفترة من 32- 1952.

غنت الفنانة اللبنانية ماجدة الرومي قصيدة (كن صديقي) من كلمات سعاد الصباح التي قالت في لقاء تلفزيوني أنها كتبتها في زوجها الراحل وأن أقوى علاقة لها به كانت هي الصداقة.

من خلال دار سعاد للنشر والتوزيع أنشأت سعاد الصباح جائزتين على الأقل واحدة للإبداع الأدبي وتحمل اسمها، والثانية للإبداع العلمي وتحمل اسم زوجها.

للشاعرة الدكتورة ثلاثة أولاد وبنتان توفي طفلها البكر وهو صغير ويشغل ابنها محمد بن عبدالله بن مبارك منصبا وزاريا في حكومة الكويت .

5 رأي حول “الشيخة الدكتورة سعاد محمد الصباح شاعرة الكويت”

  1. السلام عليكم في بداية الكلام انا من اليمن و انا اسمي عبد الملك حضرت احد المجالس في يوم امس عند الاستاذ الملحن الكبير الفنان حارث الشمسي وعند ماكنا في منتصف الجلسه فجانا وارنا قصيدة نون النسوه وانا قد سمعتها للاستاذ سعاد الصباح من قبل وبعد ذالكَ فجانا مره اخرأ بانهُ قد قام بتلحينهَ واسمعنا الاغنيه ولكنها بصراحه اغنيه جنونيه اريد توصيل الاغنيه للاستاذ.سعاد ماذا افعل لتوصيلها

    رد
  2. شكرا للمعلومات التي نقشت وسطرت عن الدكتوره الشاعرة الشيخه سعاد الصباح كانت قيمه جدا ومفيده للباحث والذي يحب ان يطلع على تاريخ ونشأت بعض الشخصيات المهمه .

    رد
  3. التحية للشاعرة الشيخة والدكتورة سعاد الصباح ومي كما معلوم رقم لا يمكن تجاوزه شاعرة بكل ما تحمل الكلمة من معنى وفية مخلصة في طرحها الشعري الأمكنة والأشخاص مسكونة بحب الوطن العربي وخاصة الكويت والعراق .
    فمنذ التسعينيات كنا نتابع اشعارهاطورا في مجلة الدستور وتارة على صفحات كتبها قصائد حب وفتافيت امرأة وغيرها فكنا نجد عندها كل ما هو اصيل.
    التحية والسلام للشاعرة المرهفة الدكتورة والشيخة سعاد الصباح التي بلا منازع هي سفيرة للكلمة المدافعة عن النساء اللائ وصى بهن الرسول صلى آلله عليه وسلم خيرا.
    اكتفي بهذا القدر المتواضع الذي لا يفي الشيخة حقها لأن بحار الدنيا لو كانت مدادا لا تستطيع كتابة منافبها وإزالتها.
    حفظك الله ورعاك ودمتي في أمان الله وحفظه

    رد

اترك رداً على موسى علي ابراهيم أحمد إلغاء الرد